تنطلق فعاليات مهرجان المسرح الفكاهي 2025 في طبعته الخامسة عشرة يوم الإثنين 1 جويلية بولاية المدية، وسط اهتمام لافت بمشاركة ولايات الجنوب، خاصة ولاية أدرار التي تحضر بقوة في المنافسة الوطنية عبر مسرحية “الدب”، التي تقدمها جمعية ماسيني الثقافية، في تمثيل مشرف للفن المسرحي الجنوبي على المستوى الوطني.
المهرجان الذي ينظم هذه السنة تحت شعار “انفتاح المسرح على العالم الخارجي ومرافقة المواهب الشابة”، يشهد تحوّلًا في طبيعته من مجرّد تظاهرة تنافسية إلى فضاء ثقافي واجتماعي منفتح، يدمج بين العروض المسرحية وورشات التكوين والأنشطة الموجهة للفئات الهشة.
وأوضح محافظ المهرجان سعيد بن زرقة، خلال ندوة صحفية سبقت الافتتاح، أن الطبعة الجديدة تتجاوز الطابع الكلاسيكي، لتقدم إلى جانب التنافس على “العنقود الذهبي” فعاليات ذات بعد تكويني وإنساني. وتشارك في المنافسة سبعة عروض من مختلف جهات الوطن، من أبرزها مسرحية “الدب” القادمة من عمق الجنوب، إلى جانب أعمال من بجاية، سوق أهراس، جيجل، سطيف، قالمة، وتابلاط.
وحرصت إدارة المهرجان على كسر النمط المركزي للعروض من خلال توسيع دائرة النشاطات لتشمل الأطفال في بلديات مثل قصر البخاري، تابلاط، البرواقية، وشلالة العذاورة. كما ستقام عروض خاصة في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات إعادة التربية، ما يعكس البعد الاجتماعي لهذه التظاهرة الثقافية.
في الجانب التكويني، تنظم ورشات متخصصة في “المونوكوميدي”، وهو فن أدائي يعتمد على الممثل الواحد، ويمثل فرصة لتأهيل الطاقات الشابة ومنحها أدوات الإنتاج المسرحي المستقل.
وتتضمن الدورة تكريمًا خاصًا للكاتب والصحفي عمار يزلي، أحد أبرز رموز الكتابة الساخرة والمسرح الكوميدي في الجزائر، تقديرًا لمشواره الثقافي والإعلامي الحافل.
من خلال هذا الحضور النوعي للجنوب ممثلًا في مسرحية “الدب”، يُثبت مهرجان المسرح الفكاهي 2025 أنه منبر وطني جامع، يعكس تنوع الإبداع الجزائري ويعطي الكلمة لكل الجهات والمواهب، في تناغم فني وإنساني يعزز مكانة المسرح كجسر للتواصل والانفتاح.
