حقّقت الجزائر، يوم الأحد، إنجازا طبيا نوعيا يعد الأول من نوعه في تاريخ الجراحة الوطنية، بإجراء أول عملية زرع كلية من متبرع حي باستخدام تقنية المنظار الجراحي (Coelioscopie)، على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي باب الوادي بالعاصمة.
العملية، التي وُصفت بـ”التاريخية”، تُعدّ سابقة في مجال زرع الأعضاء داخل البلاد، حيث تمّت بنجاح تام على يد فريق طبي جزائري متميّز، يضم الأساتذة عاشور، لعيبي، وساوي، وبدعم من الجراح المغترب الدكتور خليفة آيت سعيد، المختص في الجراحة البولية والروبوتية والمقيم بفرنسا، الذي لعب دورًا حاسمًا في تعزيز الجانب التقني والمعرفي للعملية.
الجراحة المصغّرة: تقنية واعدة في خدمة مرضى القصور الكلوي
وتُعدّ تقنية المنظار الجراحي أو ما يُعرف بـ”الجراحة المصغّرة”، من أحدث الأساليب الطبية المُعتمدة في كبريات المراكز الاستشفائية حول العالم، لما توفره من مزايا متعددة، أبرزها تقليص حجم الشقوق الجراحية، تقليل النزيف، خفض معدلات الألم، تقليص فترة الاستشفاء، وتسريع التعافي، وهو ما يمثل نقلة نوعية في جودة العناية الطبية بالمرضى.
خطوة إستراتيجية نحو تعميم زراعة الأعضاء وتقليص التبعية
ويمثل هذا الإنجاز بداية مرحلة جديدة في تطوير برنامج وطني لزرع الأعضاء باستخدام تقنيات متقدمة، ما من شأنه تعزيز سيادة الجزائر الطبية وتقليص الاعتماد على الخارج، خاصة في ظل تزايد الطلب على عمليات زرع الكلى لمرضى القصور الكلوي المزمن، ووجود قوائم انتظار طويلة على مستوى المستشفيات.
وفي هذا السياق، اعتبر عدد من المتابعين أن نجاح هذه العملية يبرهن على الكفاءة العالية للأطقم الطبية الجزائرية، ويمهد الطريق أمام تعميم هذه التقنية الدقيقة على باقي المؤسسات الاستشفائية الجامعية في البلاد، شريطة توفير الإمكانيات التقنية والتدريب المستمر للطاقم الطبي.
إشادة بالطاقم الطبي ودعوات لدعم منظومة الزرع
وقد لقي هذا الإنجاز إشادة واسعة من الأوساط العلمية والصحية، بالنظر إلى التحديات التقنية والبشرية التي تفرضها مثل هذه العمليات المعقّدة، كما شكّل رسالة قوية مفادها أن الجزائر قادرة على مواكبة التطورات العالمية في المجال الجراحي، حين تتوفر الإرادة والموارد والكفاءات.
ويُنتظر أن يُساهم هذا النجاح في تعزيز ثقة المرضى في المنظومة الصحية الوطنية، وفتح الآفاق نحو توسيع نطاق عمليات الزرع لتشمل أعضاء أخرى في المستقبل، وفق رؤية استراتيجية متكاملة تُراعي الأبعاد الطبية، القانونية، والأخلاقية.
