احتضن المركز الدولي للمؤتمرات، أول أمس، فعاليات اختتام الطبعة الـ14 من مسابقة “تاج القرآن”، التي شهدت تنافسًا قويًا بين المشاركين، وانتهت بتتويج ستة فائزين من بين 24 متأهلاً إلى البرايمات النهائية. تميزت هذه الطبعة بمستوى عالٍ في الأداء، حيث برزت أسماء لامعة في مجال التلاوة والتجويد، ما جعل التحدي أكثر حدة بين المتنافسين.
كان الحدث الأبرز خلال هذه المسابقة تألق القارئ سفيان تمجرت من ولاية غرداية، الذي نجح في إحراز المرتبة الثالثة في فئة الذكور، مبرزًا مهاراته الاستثنائية في تلاوة وتجويد القرآن الكريم، وهو ما يعكس الجهود الكبيرة التي يبذلها الشباب في هذا المجال.
في فئة الذكور، فاز إلياس رحال من ولاية تيارت بالمرتبة الأولى، متفوقًا على مواطنه عبد الرحمن طاوش الذي حل ثانيًا. أما المركز الثالث، فقد كان من نصيب سفيان تمجرت من غرداية، الذي قدم أداءً متميزًا نال إعجاب لجنة التحكيم والجمهور.
أما في فئة الإناث، فقد توجت نوال بن يزة من ولاية الشلف بالمرتبة الأولى، تلتها بسملة بن عبيزة من معسكر في المرتبة الثانية، بينما جاءت أسماء بلطاس من جيجل في المركز الثالث. هذا الترتيب يعكس المستوى العالي للمشاركات، ومدى تفوق العنصر النسوي في مجال التجويد.
وفي كلمته بالمناسبة، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، يوسف بلمهدي، على أهمية هذه المسابقة في دعم وتحفيز الشباب على حفظ وتجويد القرآن الكريم. كما استعرض الإنجازات التي حققها القطاع، على غرار مصحف “رودوسي”، والمصحف الجزائري الإلكتروني، ومصحف المكفوفين، إلى جانب المصحف الأمازيغي والتفاسير المترجمة لدول الساحل الإفريقي.
شهد الحفل حضور شخصيات بارزة، من بينها رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، والمستشار لدى رئيس الجمهورية المكلف بالمديرية العامة للاتصال كمال سيدي السعيد، بالإضافة إلى وزيري الاتصال والتضامن الوطني، وعميد جامع الجزائر الشيخ محمد المأمون القاسمي الحسني.
كما تميز الحفل بتكريم حفظة القرآن الكريم من فئة ذوي الهمم، في مبادرة تعكس التزام الدولة بدعم المواهب في مختلف الفئات، وإتاحة الفرصة للجميع للمشاركة في مثل هذه المسابقات القرآنية.
يعد تتويج سفيان تمجرت في هذه المسابقة بمثابة إنجاز يعكس المستوى الرفيع الذي وصل إليه حفظة القرآن في الجزائر، كما يؤكد على الجهود المبذولة على مستوى الولايات لترسيخ ثقافة الحفظ والتجويد بين الشباب. ومن شأن هذه المسابقات أن تفتح آفاقًا واسعة أمام المشاركين، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، لتعزيز حضور الجزائر في المحافل القرآنية العالمية.
