دشّن الوزير الأول سيفي غريب، اليوم الثلاثاء، وحدة إنتاج حديد الخرسانة التابعة للشركة العمومية “فوندال”، فرع الشركة القابضة الشركة الوطنية لصناعة الحديد (SNS)، بولاية المسيلة، وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد قادته إلى عدد من المشاريع التنموية والصناعية بالولاية.
وخلال حفل التدشين، استمع الوزير الأول إلى عرض مفصّل حول النسيج الصناعي لولاية المسيلة، الذي يشهد في السنوات الأخيرة حركية متزايدة بفضل عودة النشاط لعدد من المؤسسات العمومية واستحداث مشاريع إنتاجية جديدة في مجالات الحديد، مواد البناء، والطاقات المتجددة.
ويُعتبر مصنع إنتاج حديد الخرسانة مكسبًا صناعيًا استراتيجيًا، يندرج ضمن سياسة الحكومة الرامية إلى إعادة بعث الصناعة التحويلية الوطنية، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في مواد البناء، وتقليص فاتورة الاستيراد.
فالمصنع الذي يُقام على مساحة إجمالية تُقدّر بـ 23.9 هكتارًا، يُتوقّع أن يُنتج 650 ألف طن من حديد الخرسانة سنويًا، ما يجعله من أكبر وحدات الإنتاج في المنطقة الوسطى.
كما سيساهم المشروع في خلق أكثر من 450 منصب شغل مباشر خلال مرحلته الأولى، إلى جانب مئات فرص العمل غير المباشرة في قطاعات النقل والخدمات والدعم اللوجستي، بما يعزز الديناميكية الاقتصادية المحلية ويدعم القدرة الشرائية للأسر.
ويكتسي هذا المصنع أهمية خاصة لكونه ثمرة عملية استرجاع للأملاك والأصول الصناعية من طرف مصالح أملاك الدولة، بعد سنوات من الجمود، في إطار التوجه الجديد القاضي بإعادة تأهيل المؤسسات المتوقفة واستغلالها في مشاريع إنتاجية ذات مردودية اقتصادية حقيقية.
وخلال زيارته، شدّد الوزير الأول على ضرورة رفع وتيرة الإنتاج وضمان النوعية والمطابقة للمعايير الدولية، مؤكّدًا أن الحكومة تتابع عن قرب تنفيذ سياسة الإنعاش الصناعي وتوفير مناخ محفّز للاستثمار، مع إيلاء أهمية قصوى للمؤسسات العمومية التي تشكّل رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني.
وتأتي هذه الخطوة لتجسيد رؤية الجزائر الجديدة في مجال التنمية الصناعية، القائمة على تنويع القاعدة الإنتاجية، تشجيع الصناعات الثقيلة والتحويلية، ودعم المؤسسات الوطنية القادرة على المنافسة في السوقين المحلية والإقليمية، بما يجعل من ولاية المسيلة أحد الأقطاب الصناعية الصاعدة في الجزائر الوسطى.
