أشرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، الثلاثاء، على افتتاح أول معهد “كونفوشيوس” لتعليم اللغة الصينية في الجزائر، وذلك بمقر جامعة الجزائر 2 “أبو القاسم سعد الله”، في حدث وُصف بالتاريخي على صعيد التعاون الأكاديمي والثقافي بين الجزائر والصين.
وجرت مراسم التدشين بحضور سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر، دونغ قوانغلي، إلى جانب إطارات من الوزارة وأساتذة وطلبة، حيث شكّل الحدث فرصة للتأكيد على عمق العلاقات الثنائية التي تربط البلدين في مختلف المجالات، خاصة في ظل الطابع الاستراتيجي الذي بات يميز الشراكة الجزائرية-الصينية.
يأتي افتتاح هذا المعهد استجابة للطلب المتزايد من طرف الطلبة الجزائريين على تعلم اللغة الصينية، باعتبارها إحدى أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وبوصفها أداة أساسية لفهم الحضارة الصينية والانفتاح على فرص التعاون الاقتصادي والعلمي التي تتيحها مبادرة “الحزام والطريق”.
وحسب بيان وزارة التعليم العالي، فإن معهد “كونفوشيوس” الجديد سيعمل على تعزيز جسور التعاون الأكاديمي، من خلال توفير برامج تعليمية نوعية، وإطلاق نشاطات ثقافية مشتركة، تسمح للطلبة والأساتذة الجزائريين بالاطلاع عن قرب على الثقافة الصينية العريقة، وفي المقابل، تعزيز معرفة الشركاء الصينيين بالموروث الثقافي الجزائري.
وأكد الوزير كمال بداري في كلمته بالمناسبة، أن افتتاح هذا المعهد يعكس “الإرادة المشتركة للبلدين في بناء تعاون علمي وثقافي مستدام”، مشيراً إلى أن هذه الخطوة ستفتح آفاقاً جديدة للتكوين والتبادل الأكاديمي، بما يخدم رؤية الجزائر في الارتقاء بالبحث العلمي والانفتاح على تجارب عالمية متنوعة.
أما السفير الصيني، دونغ قوانغلي، فقد عبّر عن اعتزازه بهذا المشروع، مبرزاً أنه يمثل “لبنة جديدة في صرح العلاقات الصينية-الجزائرية”، التي ارتقت في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وينتظر أن يشكل المعهد نقطة جذب لعدد كبير من الطلبة والباحثين المهتمين بالثقافة واللغة الصينية، كما سيفتح المجال أمام مشاريع بحث مشتركة بين الجامعات الجزائرية ونظيراتها الصينية، بما يكرّس البعد العلمي والثقافي في العلاقات الثنائية.
وبهذا، يكون افتتاح معهد “كونفوشيوس” في الجزائر قد أضاف بعداً جديداً للتعاون بين البلدين، حيث لا يقتصر على الجانب الاقتصادي والاستثماري فقط، بل يمتد ليشمل بناء جسور متينة من المعرفة والفهم المتبادل، بما يعزز الحوار بين الحضارتين العريقتين.
