أسدل الستار، بحر الأسبوع المنصرم، على فعاليات الطبعة الرابعة لمسابقة “فارس الإنشاد” التي احتضنها المسرح الجهوي “أحمد بن بوزيد” بولاية الجلفة، حيث تُوج المنشد لزهاري خدومة بالمرتبة الأولى في هذه المنافسة الفنية الهادفة، وسط أجواء احتفالية ميزتها الأناشيد الروحانية والأصوات المتميزة.
وعبّر الفائز، الذي ينحدر من التجمع السكاني “الزينة” ببلدية الجلفة، عن سعادته الكبيرة بهذا التتويج، معتبرًا إياه حافزًا قويًا لمواصلة مشواره الفني في مجال الإنشاد. وأكد أن هذا اللون الفني يمثل بالنسبة له رسالة دينية وثقافية هادفة، يسعى من خلالها إلى تقديم أعمال ترتقي بالذوق العام وتنشر القيم النبيلة.
شهد حفل الاختتام حضورًا رسميًا للسلطات المحلية، حيث تم تكريم الفائزين أصحاب المراتب الثلاثة الأولى، إلى جانب منح جائزة تشجيعية أقرتها اللجنة التنظيمية لدعم المواهب الصاعدة وتحفيزها على الاستمرار في تطوير مهاراتها. كما استمتع الجمهور الحاضر بوصلات إنشادية قدمها مجموعة من المنشدين، ما أضفى على الأمسية أجواءً روحانية زادت من جمال الحدث.
وفي هذا السياق، أكد مختار صديقي، مدير دار الثقافة “بن رشد” ومسؤول محافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، أن هذه التظاهرة لم تقتصر على إبراز المواهب الإنشادية فحسب، بل ساهمت أيضًا في إنعاش المشهد الثقافي عبر مختلف بلديات الولاية، خاصة وأنها جابت 13 بلدية خلال ليالي شهر رمضان، مما أتاح الفرصة لمشاركة أوسع وأجواء تنافسية متميزة.
من جهته، اعتبر مدير الثقافة بالنيابة، عيسى كعبوش، أن مسابقة “فارس الإنشاد”، التي أشرفت عليها لجنة تحكيم مكونة من نخبة من المختصين في الموسيقى والإنشاد، شكلت فضاءً تنافسيًا ثريًا للمتسابقين. وأضاف أن المشاركين بذلوا جهودًا كبيرة لإبراز قدراتهم الإبداعية في فن المديح الديني، الذي يُعد أحد الألوان الثقافية الراقية التي تحظى باهتمام واسع لدى الجمهور الجزائري.
مع اختتام هذه الطبعة الناجحة، تتعزز مكانة مسابقة “فارس الإنشاد” كواحدة من أبرز الفعاليات الثقافية والفنية في الجزائر، حيث توفر منصة لاكتشاف المواهب الشابة وتشجيعها على المساهمة في إثراء المشهد الفني والروحي. كما أن الإقبال الكبير على متابعة فعالياتها يعكس الاهتمام المتزايد بهذا اللون الفني الأصيل، الذي يجمع بين الإبداع الفني والرسالة الهادفة.
