واصل وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، عبد القادر جلاوي، سلسلة زياراته التفقدية الميدانية لمشروع الخط المنجمي الغربي الرابط بين بشار – تندوف – غار جبيلات على مسافة تقارب 950 كيلومتراً، مؤكداً أن أي تأخر في إنجاز أحد المقاطع قد ينعكس سلباً على جاهزية المشروع كاملاً، لما يمثله من أهمية استراتيجية كبرى.
وخلال محطته بولاية تندوف، وقف الوزير على الورشات الميدانية للمقطع الرابط بين حماقير وأم العسل، والذي يمتد على طول 440 كيلومتراً. وقد شدد في هذا السياق على ضرورة تكثيف الجهود وتسريع وتيرة الإنجاز خصوصاً في جانب المنشآت الفنية ووضع السكة الحديدية. وأشاد جلاوي بالتزام الشركات الوطنية والأجنبية المنجزة للمشروع رغم التحديات الكبيرة التي تفرضها الطبيعة الصحراوية القاسية وضخامة حجم الأشغال.
وتأتي هذه الزيارة امتداداً للجولة التي باشرها الوزير مساء السبت بولاية بني عباس، حيث عاين أشغال الجسر الكبير على واد الداورة الذي يمتد على طول 4.11 كيلومتر، والذي يُعتبر أحد أكبر الجسور المنجزة في المنطقة. كما وقف على عدة ورشات أخرى عند النقاط الكيلومترية 226، 237 و254، إضافة إلى تفقده منشآت كبرى بولاية بشار، على غرار محطة المسافرين بحماقير وأشغال وضع السكة عند النقطة الكيلومترية 168.
وفي ذات الإطار، تابع الوزير أشغال محطة عبادلة التي يربطها مقطع يبلغ طوله 201 كيلومتر وصولاً إلى منطقة حماقير، مشدداً على ضرورة احترام الآجال التعاقدية وعدم تسجيل أي تأخر في تسليم المشاريع. كما أكد أن هذا المشروع الاستراتيجي يحظى بمتابعة يومية من طرف السلطات المركزية والمحلية، نظراً لدوره المحوري في تعزيز النقل بالسكك الحديدية وتسهيل استغلال مناجم الحديد بغار جبيلات.
ويُعد مشروع الخط المنجمي الغربي أحد أضخم المشاريع الهيكلية في الجزائر، حيث من شأنه أن يشكل رافعة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال ربط مناطق الجنوب الغربي بالشبكة الوطنية للسكك الحديدية، وضمان نقل كميات معتبرة من خام الحديد نحو الموانئ ومناطق التحويل الصناعي. كما يُرتقب أن يسهم هذا الخط في خلق مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب تنشيط الحركة التجارية والخدمات اللوجستية بالمنطقة.
واختتم الوزير زيارته بالتأكيد على أن الدولة الجزائرية تولي أهمية قصوى لهذا المشروع، باعتباره أحد الأعمدة الأساسية لمخطط تطوير البنى التحتية للنقل، وبوابة نحو انطلاقة جديدة في استغلال الثروات المعدنية الوطنية بشكل فعّال ومستدام.
