عقد مجلس الأمن برئاسة الجزائر، إجتماعا خصص للهجمات العدوان الصهيوني التي تستهدف المستشفيات في قطاع غزة.
وقال ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع خلال ترأسه لإجتماع مجلس الأمن الدولي ، الجمعة الفارط ، بإن العدوان الصهيوني المستمر ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة يحمل هدفا واضحا ومقلقا وهو دفع الشعب الفلسطيني للخروج من أراضيه عبر سياسة تطهير عرقي واضحة ،مؤكدا بأن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة كشف عن نتائج مدمرة للعدوان الصهـيوني للنظام الصحي في غزة ،مضيفا بأن هناك 136 ضربة استهدفت 27 مستشفى على الأقل و 12 مرفقا طبيا آخر أسفرت عن وقوع خسائر كبيرة.
وتابع بن جامع كلمته ،بأن 53 في المئة من المستشفيات أصبحت غير قابلة للتشغيل إلى جانب تواجد 138 مركزا صحيا للإسعافات الأولية لايعمل بالكامل سوى 6 مراكز وتضرر 130 سيارة إسعاف ،وأشار ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة إلى أن استشهاد 1057 من العاملين الصحيين وأكثر من 14 ألف مريض بحاجة إلى إجلاء طبي عاجل إلى الخارج،مؤكدا في السياق ذاته بأن القانون الدولي واضح بشأن حماية المستشفيات ويجب احترام الوحدات الطبية ووسائل النقل وحمايتها في جميع الأوقات ولا يجوز أن تكون هدفا للهجوم.
الجزائر تضع الشأن العربي والإفريقي ضمن أجنداتها في مجلس الأمن
أكد ممثل الجزائر الدائم بمجلس الأمن عمار بن جامع بأن رئاسة مجلس الأمن هي “تشريف” و “تكليف” مبرزا خلال الندوة الصحفية التي نشطها بنيويورك على الأهمية التي توليها الجزائر للوضع في منطقة الشرق الأوسط, لا سيما بغزة, وكذا الآفات التي تواجهها افريقيا, وعلى رأسها الإرهاب.
وأعرب بن جامع عن تضامن الجزائر مع الشعب الفلسطيني, مذكرا في هذا الصدد بتصريح رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون, خلال خطابه الأخير أمام البرلمان بغرفتيه والذي أكد من خلاله أن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وتساندها حتى اقامة دولتها وعاصمتها القدس الشريف ،مضيفا بأن الجزائر ستواصل من منبر مجلس الأمن معركتها لتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وكذا الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه, مؤكدا أن الوضع في فلسطين سيبقى على رأس أولويات الجزائر, مشيرا إلى ان جهودا انسانية لفائدة الشعب الفلسطيني مرتقبة قبل السلطات الجزائرية.
وأضاف بن جامع بأن الدول العربية التي تمر حاليا بأزمات تمثل أيضا أولوية بالنسبة للجزائروتابع قوله : “باعتبارنا عضوا عربيا في مجلس الأمن, تظل القضايا والمسائل المتعلقة بالمنطقة العربية, لا سيما الوضع في لبنان وسوريا واليمن والسودان, من أبرز انشغالاتنا في ظل التطورات المقلقة التي تشهدها هذه الدول الشقيقة, إذ لن نتردد في اتخاذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب”.
وكشف بن جامع أنه خلال شهر يناير الجاري, ستعقد الجلسة الإعلامية نصف السنوية للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن ملف دارفور في السودان, و ملف ليبيا ، كما ستعقد اجتماعات تتعلق بالوضع السياسي والإنساني في اليمن وسوريا خلال شهر جانفي حيث ستشمل أجندة رئاسة الجزائر للمجلس اجتماعا للتعاون بين منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية
وعن الوضع السائد في إفريقياتعتزم الجزائر عقد اجتماع رفيع المستوى حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا يوم 21 يناير الجاري, تحت رئاسة وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف.
كما , سيتناول مجلس الأمن خلال شهر يناير الوضع في قبرص, مع تجديد عهدة بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بهذه الجزيرة ،وأشار بن جامع إلى أنه من المقرر عقد اجتماعات تتعلق بالوضع في كولومبيا وهايتي خلال شهر يناير.
الجزائر تضع خبرتها في مجال مكافحة الارهاب تحت تصرف الدول الافريقية
و أكد ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة, عمار بن جامع،بأن الجزائر تجعل من مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية أولوية قصوى, وترغب في مشاركة خبرتها في هذا المجال.
وقال جامع خلال ندوة صحفية حول برنامج عمل مجلس الأمن, الذي ترأسه الجزائر خلال شهر يناير الجاري, إن “الجزائر, بصفتها بلدا إفريقيا, تتضامن مع الدول الشقيقة في إفريقيا وترغب في مشاركتهم خبرتها في مجال مكافحة الإرهاب”.
واستطرد يقول “لقد نجحت الجزائر في القضاء على الإرهاب (…) لكنه لا يزال موجودا في أماكن أخرى”, معبرا عن استعداد الجزائر لنقل تجربتها في مكافحة الإرهاب إلى دول القارة, مع احترام خصوصيات كل دولة”،وفي هذا الصدد, ذكر المتحدث بأن رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, منسق للاتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف, مضيفا إن “الجزائر ستضع بكل تواضع وبحزم, خبرتها تحت تصرف الدول الصديقة, لاسيما في إفريقيا”.
التدخلات الأجنبية تطيل من عمر الأزمة الليبية
أعرب بن جامع عن “قلق الجزائر العميق” إزاء الأزمة الليبية التي “طال أمدها”, وأشار إلى أن السبب الرئيسي لذلك يعود إلى التدخلات الأجنبية, قائلا “يجب أن تتوقف هذه التدخلات”.
كما أشار ذات المتحدث دعم الجزائر للجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية, داعيا إلى إطلاق عملية سياسية يقودها الليبيون أنفسهم, بهدف تهيئة الظروف لإجراء انتخابات “شفافة” و”شاملة”, مشددا على أهمية تنفيذ مسار المصالحة في ليبيا.
القضية الصحراوية ..مسألة تصفية إستعمار ذات أولوية للجزائر
وعن قضية الصحراء الغربية, أوضح بن جامع أن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار ذات أولوية بالنسبة للجزائر وإفريقيا والأمم المتحدة, مذكرا بانعقاد اجتماع حول الصحراء الغربية في أبريل المقبل على مستوى الأمم المتحدة.
وقال إن “الجزائر, بصفتها عضوا في المجتمع الدولي وفي مجلس الأمن, ستشارك في هذا الاجتماع وستدافع عن تطبيق حل سلمي يتماشى مع القرار الأممي 1514 (إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة) ومع تطلعات الشعب الصحراوي وكذا حقه في تقرير المصير”.
وأضاف “كان مجلس الأمن قد جدد منذ ثلاثة أشهر عهدة بعثة الأمم المتحدة من أجل الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو), وهي العهدة التي ستستمر إلى نهايتها.