رغم المبالغ المالية الضخمة التي تم رصدها لمشاريع الإنارة العمومية في مدينة جانت إلا أن الواقع الميداني يكشف صورة قاتمة ومخالفة تمامًا للتطلعات فالطريق الرئيسي ووسط المجمعات السكنية التي كان من المفترض أن تضاء بشكل يضمن الأمن والراحة للمواطنين ما تزال تغرق في الظلام مع حلول كل مساء تاركة السكان في مواجهة مباشرة مع مخاطر متعددة.
الإنارة العمومية تعد من أهم مظاهر التنمية الحضرية ومن أبرز المؤشرات على جودة الخدمات المقدمة على المستوى المحلي غير أن غيابها أو تذبذبها في عدة أحياء من جانت ومنها حي إفري تين خاتمة حي 50 مسكن والعديد من الأحياء جعل السكان يتساءلون عن مال المشاريع التي تم الإعلان عنها في وقت سابق والتي كلفت خزينة الدولة ملايير الدينارات.
العديد من الأعمدة الكهربائية المركبة حديثًا تظل لأسابيع أو حتى أشهر دون تشغيل في وقت تتعرض فيه تجهيزات أخرى للتلف بسبب غياب المتابعة والصيانة بعض المصابيح تشتغل نهارًا وتطفأ ليلًا في مشهد يعكس اختلالًا واضحًا في التسيير وعدم التنسيق بين المصالح التقنية والجهات المتابعة.
وإلى جانب الجانب الجمالي يمثل غياب الإنارة تهديدًا حقيقيًا لسلامة المواطنين خاصة في ظل انتشار الكلاب الضالة واحتمالات التعرض للاعتداءات أو الحوادث المرورية خصوصًا بالنسبة للأطفال والنساء والمسنين.
المواطنون عبروا عن استيائهم المتزايد من هذا الوضع مطالبين السلطات المحلية بضرورة التحرك الفوري لإعادة تقييم المشاريع المنجزة وفتح تحقيقات شفافة حول أوجه صرف الأموال المرصودة ومحاسبة كل من يثبت تقصيره أو تورطه في التلاعب بجودة المشاريع.
ويبقى الأمل معلقًا على تجسيد فعلي لبرامج التنمية بعيدًا عن الشعارات من خلال إعادة الاعتبار للبنية التحتية الحضرية بمدينة جانت وتوفير الحد الأدنى من ضروريات الحياة الكريمة وعلى رأسها إنارة الشوارع.
طواهرية أصالة
