في مشهد يعكس التحوّل الذي يشهده القطاع الفلاحي بولاية النعامة، كانت بلدية تيوت يوم أمس محطة مميزة في فعاليات الاحتفال بـ اليوم الوطني للإرشاد الفلاحي، المنظم هذه السنة تحت شعار “من أجل فلاحة ذكية وواعدة ومستدامة”.
الزيارة التي قادها والي الولاية الوناس بوزقزة رفقة السلطات المحلية، شكّلت فرصة للوقوف على واقع الاستثمار الفلاحي بالمنطقة، ومتابعة المشاريع المنجزة ميدانيًا ضمن البرنامج الولائي لدعم الزراعة الاستراتيجية.
في مستثمرة “هقار أقري إنفست”، الممتدة على مساحة 800 هكتار، وقف الوفد على تجربة استصلاح ناجحة تجسد روح المبادرة الفلاحية الحديثة. فقد أنجز المستثمر آبارًا فلاحية وأحواضًا مائية كبرى، بلغت سعة أحدها 45 ألف متر مكعب، إلى جانب اقتناء أربع مرشات محورية وزراعة 40 هكتارًا من البطاطس بمردودية لافتة قدرت بـ 600 قنطار في الهكتار الواحد.
والي الولاية ثمّن الجهود المبذولة، داعيًا باقي المستثمرين إلى الاقتداء بهذه التجربة التي تحوّلت خلال فترة وجيزة إلى نموذج في التسيير الفلاحي العصري، قبل أن يشرف على وضع حيز الخدمة لمشروع إيصال الكهرباء الفلاحية للمستثمرة، في خطوة وُصفت بالهامة نحو عصرنة الإنتاج المحلي.
التحركات الميدانية شملت أيضًا مستثمرة “سارل فلاحة تيوت”، التي استفادت بدورها من التسوية القانونية ضمن المنشور الوزاري رقم 21-432. وقد أنجزت الشركة أربع آبار فلاحية واقتنت ثلاث مرشات محورية على مساحة 80 هكتارًا، إضافة إلى أحواض مائية كبرى بتقنية “جيومومبران” بسعة 45 ألف متر مكعب لكل بئر.
مسؤولو الشركة أكدوا أن مرافقة السلطات الولائية وتسهيل الإجراءات، خصوصًا ما يتعلق برخص الحفر والربط بالكهرباء الفلاحية، أعطت دفعة قوية للاستثمار، مشيرين إلى شروعهم في زراعة الحبوب خلال الموسم الجاري.
من جهته، شدد والي الولاية على ضرورة تسريع وتيرة ربط باقي المستثمرات المنتجة بالكهرباء، مذكّرًا بأن ولاية النعامة استفادت من غلاف مالي يقدّر بـ 100 مليار سنتيم خلال سنة 2025، مخصص لتطوير البنية التحتية الفلاحية والطاقة الريفية.
في ضوء هذه الديناميكية، تبدو تيوت اليوم شاهدًا على التحول الإيجابي الذي تعرفه فلاحة الجنوب الغربي، حيث تتقاطع الإرادة الرسمية والمبادرات الخاصة لبعث فلاحة عصرية قادرة على المساهمة في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وترسيخ مفهوم التنمية المستدامة في المناطق الفلاحية.
يوسف أغا
