شُرِع هذه الأيام بمنطقة الزاب بولايتي أولاد جلال وبسكرة في عملية جني تمر ” المنقر” أو ما يعرف محليا و لدى العامة أيضا بالمزنطط أو الرطب،والذي يعد من أطيب أنواع التمور اللينة ،حيث يتم جنيه قبل أن ينضج كلية من نخيل الغرس،ليكون بلونه الذهبي متعة للعين قبل البطن وهو يلقى رواجا كبيرا طوال مدة جنيه،لدرجة أنه قد ينافس دقلة نور في هذه الفترة من السنة.
أينما ولّيت وجهك هذه الايام عبر الأسواق و ساحات بيع الخضر والفواكه بولايتي أولاد جلال و بسكرة يشد انتباهك باعة تمر المنقر الذي بدأ يعرض للبيع و بكميات متزايدة يوميا،فهذا النوع من التمور اللينة ينضج مبكرا عن بقية أنواع التمر بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تعد العامل الأول المساعد على نضج هذا النوع من التمور اللينة .وحسب بعض المهتمين ببيع ” المنقر”،فإن أول ما يتم عرضه من هذا التمر هو منتوج بعض الولايات من الجنوب الكبير أين تبدأ بواكر هذا التمر في الظهور منتصف جويلية غالبا،ومع مرور الأيام و اشتداد الحرارة يبدأ منتوج ولايتي بسكرة و أولاد جلال في الظهور ،حيث تنطلق عملية الجني تدريجيا لتبغ قمتها في شهر أوت و إلى غاية سبتمبر.
وبحسب بعض المنتجين و التجار المهتمين فإن منقر أولاد جلال و بسكرة يصنف من بين الأحسن و الأطيب على الإطلاق إذا قورن بنظيره في الولايات الجنوبية الأخرى،لكون منقر المنطقة يتميز بمذاقه الحلو جدا،حيث لا يتردد البعض في شبيهه بعسل النخل الخالص لشدة حلاوته،كما أن منقر المنطقة يكون صاف خال من الرمال،وشكله الذهبي الذي يجمع بين جزء لين و آخر صلب يعطيه التميز شكلا مقارنة بأنواع التمور الأخرى ،وجودة النوعية من حيث إنتاج هذا النوع من التمور بولايتي بسكرة و أولاد جلال يرجعها المختصون إلى عامل السقي المنتظم وطبيعة التربة، وأيضا كيفية الجني التي تعطي لهذا النوع من التمر تميزا خاصا،فجنيه حسب العارفين يتطلب مهارة خاصة وصبرا وتأنٍ و ثبات حتى تأخذ حبة التمر شكلها الجمالي الذي يجعلها تسحر العيون قبل إمتاع البطون بعد تناوله.وفيما
يخص الأسعار فقد أكد،لصحيفة الجنوب الكبير،بعض المهتمين ببيع هذا النوع من التمر أن هذه الأسعار تكون في البداية مرتفعة جدا لكون المنتوج المعروض للبيع يمثل باكورة الإنتاج أو ما يعرف لدى العامة بـ ” الفال “،والسعر في هذه الفترة كما هو الحال حاليا بأسواق بسكرة و أولاد جلال يتراوح بين 550 دج و 450 دج للكيلوغرام الواحد،لكن مع تزايد العرض تنخفض الأسعار وتصبح في متناول الجميع أي في حدود 200 دج إلى 150 دج بحسب النوعية،وبالرغم من هذا التفاوت وأحيانا حتى الغلاء في الأسعار إلا أن الإقبال على هذا التمر،ومنذ أول يوم من ظهوره وعرضه في الأسواق،يكون كبيرا جدا سواء من أبناء الولايتين أو من زوار المنطقة و مستعملي الطرق،بل إن الإقبال على “المنقر” يمتد و يشمل حتى المغتربين من أبناء الوطن حيث يؤكد التجار أنهم يتلقون دوما طلبات من قبل الذين يريدون اقتناء قليل من ” المنقـر” كهدية لقريب أو صديق طالما أن هذا النوع من التمر هو أفضل ما يمكن تقديمه كهدية في مثل هذه الأيام من الموسم الفلاحي .
ع / محامدية