مع دخول موسم السياحة الصحراوية تستعيد العديد من الأنشطة السياحية إنتعاشها بسبب توافد الأعداد الكبيرة من السياح على هذه المناطق، و منذ انطلاق هذا الموسم في شهر أكتوبر الفارط تشهد جوهرة الجنوب تاغيت انزالا كبيرا للسياح من داخل و خارج الوطن حسب ما أكده مهنيون ومتعاملون و مختصون في قطاع السياحة بولاية بشار.
و الملاحظ في هذه الفترة تسجيل انتعاش في الأنشطة السياحية المرتبطة بالإطعام والفندقة والإيواء لدى السكان المحليين بالمنطقة، و حركية في الأسواق و مختلف الأنشطة التجارية، و حسب ما أبرزه متعاملون في السياحة بتاغيت فإنها تعتبر الوجهة الأولى لدى السياح الوطنيين والأجانب مستدلين على ذلك بالحركية السياحية التي تشهدها المنطقة حيث أن لها انعكاس اقتصادي إيجابي على أنشطة متعاملي القطاع وعلى الساكنة أيضا و هو الأمر الذي يدفع بهم إلى تكثيف مجهوداتهم لتقديم خدمات ترقى إلى تطلعات السياح.
و يصف عيسى بن الشيخ وهو مرشد سياحي بمنطقة تاغيت، أن الموسم السياحي الحالي متميز عن باقي المواسم الماضية خاصة بجوهرة الجنوب تاغيت بالنظر إلى الأعداد الهائلة للسياح و هو ما يتسبب في عدم توفر حجز للغرف داخل الفنادق المتواجدة بالمنطقة، الأمر الذي يطرح نقص مرافق الإيواء و الاطعام ، مما جعل المجتمع المدني يساهم بطريقة غير مباشرة في تطوير السياحة بالمنطقة بما فيه السكان المحليون الذين يقومون بتخصيص غرف داخل سكناتهم أو سكناتهم كلها لإيواء السياح و توفير سكنات خاصة بموسم السياحة و كذلك توفير الأكلات التقليدية ، و ذلك بمساعدة الجمعيات التي تنشط في مجال السياحة و التي تلعب دورا هاما في جلب و إرشاد السياح واقترح في هذا الشأن تطوير الإستثمار ومرافقة المستثمرين العموميين والخواص، وأيضا تقديم لهم المساعدة الضرورية على الصعيدين المحلي و الوطني.
و في هذا الخصوص تقول د. صديقي نوال أستاذة محاضرة بكلية العلوم الاقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير متخصصة في التسويق أن السياحة ظاهرة من ظواهر هذا العصر تنبثق من الحاجة المتزايدة إلى الراحة وإلى تغيير الهواء وإلى الإحساس بجمال الطبيعة ونمو هذا الإحساس وإلى الشعور بالبهجة والمتعة من الإقامة في منطقة لها طبيعتها الخاصة، و لهذا الغرض يجب تعزيز الحضيرة الفندقية بالولاية خاصة بمنطقة تاغيت و ذلك من خلال تشجيع المستثمرين في القطاع و تقديم كل التسهيلات مشيرة في ذلك إلى دعم الدولة الجزائرية لمثل هكذا استثمارات.
كما اعتبرت أيضا أن الإهتمام بالسياحة من شأنه جلب العملة الصعبة وجذب الاستثمارات الأجنبية، و توفير فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر، و تقول محدثتنا أن السياحة توفر نحو 200 مليون فرصة عمل أي حوالي 8% من مجموع فرص العمل في العالم، كما أن السياحة تساعد على تحقيق استغلال أمثل للموارد الطبيعية والبشرية والحضارية والتاريخية المتاحة.
و للإشارة فقد وفرت السلطات المحلية بالولاية كافة الموارد البشرية والمادية من أجل إنجاح موسم السياحة الصحراوية ببشار و إعطاء صورة جميلة عن المنطقة للسياح الأجانب و هذا من شأنه رفع مؤشر السياحة بالمنطقة.
م.ي