في مشهد يعكس عمق الروابط الثقافية بين ولايات الوطن، نظمت التظاهرة الثقافية بين تقرت وتلمسان تحت شعار “من واحات تقرت إلى قصور تلمسان – جسور الذاكرة والتراث”، وذلك بالمركز التفسيري للباس الجزائري التقليدي والممارسات الشعبية بالقصر الملكي المشور بمدينة تلمسان، بحضور نوعي لفعاليات القطاع الثقافي ومهتمي التراث المحلي.
حضر حفل الافتتاح كل من مديري الثقافة لولايتي تلمسان وتقرت، إلى جانب مديرة المركز التفسيري وعدد من ممثلي وإطارات القطاع الثقافي، بالإضافة إلى وفد رسمي من مديرية الثقافة لولاية تقرت، وسط تفاعل لافت من العائلات التلمسانية التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بالتعرف على الموروث الثقافي والاجتماعي للجنوب الشرقي الجزائري.
وشكلت المعارض المقامة قلب التظاهرة، حيث عكست تنوع وأصالة التراث التقرتي، بدءًا من طقوس الزواج التقليدي المعروف بـ”العرس التقرتي”، إلى تقديم أطباق ومأكولات صحراوية تعبر عن غنى المائدة المحلية. كما احتضن المعرض فضاءات تعريفية بالممارسات الشعبية واللباس التقليدي الذي يميز منطقة توقرت، في صورة تبرز التنوع الثقافي الجزائري.
ضمن برنامج التبادل الثقافي، قام الوفد التقرتي بزيارة عدد من المعالم التاريخية لتلمسان، أبرزها مغارة “بني عاد” الشهيرة وضريح الولي الصالح سيدي بومدين الغوثي، أحد الرموز الروحية العريقة في الغرب الجزائري، ما سمح بتلاقح معرفي وإنساني بين الجنوب والغرب.
التظاهرة لم تكن مجرد استعراض فولكلوري، بل جاءت لتجسد رؤية وطنية تهدف إلى تعزيز التلاحم الثقافي وربط أواصر الانتماء بين مختلف جهات الوطن. فقد جسدت “من واحات تقرت إلى قصور تلمسان” فكرة الثقافة كجسر يوحّد ولايات الجزائر، وينقل الذاكرة والموروث من جيل إلى آخر، بروح الأصالة والانفتاح.
