تشهد ولاية جانت أجواء احتفالية مميزة، لفعاليات المعرض السنوي للصناعات التقليدية والحرف الذي يُنظم بمناسبة عيد الطاسيلي ورأس السنة الأمازيغية “يناير”. الحدث الذي أشرف على افتتاحه والي ولاية جانت أمحمد مومن رفقة السلطات المحلية سيساهم في إبراز التراث الثقافي الذي تدخر به المنطقة خاصة أنه يجمع بين الأصالة والإبداع، من خلال عرض مجموعة متنوعة من المنتوجات الحرفية والفنية.
وتعرف الفعالية مشاركة،35 حرفيا من ولايات في بومرداس، الجلفة، تمنراست، النعامة، قسنطينة، غرادية، عنابة، تيزي وزو،وهران، ورقلة حيث سيساهم تنظيم هذا المعرض الذي سيستمر إلى غاية 12 جانفي في زيادة اهتمام مختلف الجهات بتسليط الضوء على الهوية الثقافية للمنطقة. من خلال إبرز ما تم عرضه من الصناعات اليدوية، الأزياء التقليدية، والحلي التي تجسد أصالة وحرفية المجتمع التارقي .
وأوضح مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف، صياد أحمد، للجنوب الكبير بأن هذا المعرض يهدف إلى تعزيز السياحة الثقافية، ودعم الحرف المحلية التي تعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة المنطقة. وأضاف أن غرفة الصناعة التقليدية تعمل بشكل مستمر على مرافقة الحرفيين في التظاهرات المحلية، الجهوية، الوطنية والدولية، لضمان إبراز دورهم الفعال في مثل هذه المناسبات. وأشار إلى أن المعرض يساهم بشكل كبير في الترويج للمنتجات الحرفية والسياحة الصحراوية يعزز الإستثمار في الصناعة التقليدية.
وقال صياد إن الحرفيين المشاركين في المعرض تتراوح أعمارهم بين 27 و65 سنة، وهو ما يعكس تنوع الأجيال في المجال الحرفي. في الوقت نفسه، أشار إلى بعض التحديات التي تواجه قطاع الصناعة التقليدية، مثل نقص المواد الأولية (كالفضة والنحاس) التي يستخدمها الحرفيون لصناعة الحلي، بالإضافة إلى نقص المحلات المخصصة لأعمالهم.
كما دعا صياد إلى التمسك بالعادات والتقاليد المحلية، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي، ومتمنيًا للجميع سنة أمازيغية سعيدة.
من جانبها، تحدثت عبد الدايم عزيزة، رئيسة جمعية الأنشطة النسوية، عن احتفالات التوارق برأس السنة يناير من كل عام. وأوضحت أن التوارق يحتفلون بهذه المناسبة
من خلال لباس الأطفال للأزياء التقليدية، وتحضير المأكولات الشعبية التي تتميز بها ولاية جانت، مثل الكسكس، الفتات وتاجلة تان ارزي. كما يتم تنظيم معارض للمنتجات التقليدية وعروض فنية مميزة تشمل الرقص الأمازيغي، مثل ألاغ والتهمات.
وأضافت عبد الدايم استذكرت أيضًا العادات القديمة لسكان ولاية جانت، الذين كانوا يجمعون التمر، القمح، والشعير، ثم يقدمونها إلى شيخ القبيلة ليقوم بتوزيعها على الفلاحين بهدف جلب البركة في الزرع.
ويعد معرض عيد الطاسيلي ورأس السنة الأمازيغية في ولاية جانت مناسبة مهمة لتأكيد أصالة وغنى التراث الثقافي في المنطقة، ولإبراز الدور الحيوي الذي تلعبه الصناعة التقليدية في الحفاظ على الهوية المحلية ودعم الحرفيين في مواجهة التحديات الاقتصادية.
طواهرية أصالة