تتواصل الزيارة الميدانية التي يجريها وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، عبد القادر جلاوي، إلى ولاية تندوف، لمتابعة الأشغال الجارية بمشروع الخط المنجمي الغربي، أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في مجال النقل بالجزائر، والذي من شأنه أن يشكل قاطرة حقيقية للتنمية الاقتصادية بالمنطقة وربطها بالموانئ الوطنية.
وخلال اليوم الثاني من الزيارة، وقف الوزير على مدى تقدم الأشغال بعدة مقاطع حيوية من هذا المشروع الضخم، حيث عاين المقطع الرابط بين منطقتي أم العسل وتندوف على مسافة تقدر بـ175 كيلومتراً. وقد تنقل إلى عدة ورشات قيد الإنجاز، أين استمع إلى شروح تقنية مفصلة من مسؤولي المشروع والمقاولات المكلفة بالتنفيذ. وفي هذا السياق، شدد الوزير على ضرورة مضاعفة الجهود وتكثيف ساعات العمل قصد تسريع وتيرة الإنجاز، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والأمان.
كما شملت المعاينة أشغال إنجاز أربع منشآت فنية سككية موزعة على النقاط الكيلومترية 702، 736، 756 و771، إلى جانب ورشتين مخصصتين لوضع السكة الحديدية عند الكيلومترين 702 و736. وتكتسي هذه المنشآت أهمية كبرى في تسهيل مرور القاطرات وتجاوز العوائق التضاريسية، بما يسهم في ضمان فعالية الشبكة مستقبلاً.
وفي ختام جدول زيارته، وقف الوزير جلاوي على سير أشغال حفر المنطقة الصخرية الممتدة على مسافة خمسة كيلومترات انطلاقاً من النقطة الكيلومترية 785، وهي من أصعب المقاطع بالنظر لطبيعتها الجيولوجية. وأكد في هذا الصدد على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه الأشغال الحيوية مع احترام الآجال التعاقدية المسطرة، مشدداً على أن أي تأخر في هذا الجانب سينعكس على مجمل رزنامة المشروع.
ويُنتظر أن يسهم الخط المنجمي الغربي، عند استكماله، في نقل المواد المعدنية المستخرجة من حقول الحديد بغار جبيلات نحو الموانئ، بما يدعم الاقتصاد الوطني ويفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتشغيل محلياً. كما سيسمح المشروع بتعزيز شبكة النقل السككي الوطنية وربط الجنوب الغربي بباقي مناطق البلاد، بما يحقق التكامل الجغرافي ويكرس البعد الاستراتيجي للجزائر كجسر بين إفريقيا وأوروبا.
