هي ابنة الغرب الجزائري، تحديداً من ولاية سعيدة، متخرجة من كلية الحقوق، تحمل شغفًا دفينًا بالكلمة المكتوبة، وتؤمن بأن الأدب الصادق قادر على ملامسة القلوب وإحداث الأثر. في هذا الحوار، تفتح الكاتبة الشابة خليدة قايد قلبها لجريدة “الجنوب الكبير” لتتحدث عن بداياتها، رؤيتها للكتابة، وسبل إعادة وهج القراءة في أوساط الشباب.
بداية، عرفي قرّاءنا بنفسك:
اسمي قايد خليدة، من مواليد سنة 2002، ولاية سعيدة. أنا متخرجة في كلية الحقوق، وأحمل شغفًا عميقًا بالأدب والكتابة. أؤمن بأن الكلمة الصادقة تمتلك قوة قادرة على التغيير والتأثير، ولهذا اخترت أن أعبّر عن ذاتي عبر الحروف.
متى بدأت الكتابة، وماذا تكتبين؟
كانت انطلاقتي الفعلية مع إصدار روايتي الأولى « سمفونية الدم »، وهي عمل وُلد من رحم التأمل والبحث في النفس البشرية. أسعى من خلال كتاباتي إلى مزج الواقع بالخيال، والغموض بالتحليل، في قالب سردي يلامس الوجدان ويثير الفكر. أكتب لأنني أرى في الأدب وسيلة لفهم الذات والعالم من حولي.
كيف ترين واقع القراءة في أوساط الشباب، وما السبيل إلى تفعيله؟
أرى أن تفعيل القراءة، لا سيما وسط شباب الغرب الجزائري، لا يكون عبر التلقين أو الشعارات الجوفاء، بل من خلال الاقتراب الحقيقي من روح هذا الجيل: من لغته، من أسئلته، ومن همومه. نحن بحاجة إلى مكتبات حيّة داخل الأحياء، إلى نوادٍ أدبية مدرسية وجامعية تعيد للكلمة مكانتها، إلى مبادرات ثقافية ميدانية لا تبقى حبيسة الورق أو المناسبات.
في الغرب، حيث التنوع الثقافي والرصيد الشعبي العميق، يمكن للقراءة أن تكون جسرًا بين التراث والتجديد، بين الهوية والانفتاح، إن نحن قدمناها كفعل حرية ومتعة، لا كواجب جامد. كما أن دعم الكتّاب الشباب وتشجيعهم على نشر تجاربهم وخلق فضاءات للتعبير هو استثمار حقيقي في وعي جماعي جديد. القراءة لا تُفرض… بل تُلهم. وتلك مهمتنا.
ما النصيحة التي تقدمينها للشباب الراغب في خوض غمار الكتابة؟
نصيحتي لكل قلم شاب: اكتب لنفسك أولًا، بشغف وصدق، دون أن تضع عينك على التصفيق أو الأضواء. الكتابة ليست سباقًا، بل رحلة داخل الذات، تتطلب وقتًا وصبرًا وقراءة واسعة. لا تخف من التجربة، ولا من الخطأ، ولا من النصوص المتعثرة… فكل كاتب كبير بدأ بمسودات مرتبكة، وكل صوت قوي كان في بداياته خافتًا.
اقرأ كثيرًا، لا لتقلد، بل لتنضج رؤيتك. واكتب ما يشبهك، لا ما يرضي الجميع. فالعالم لا يحتاج إلى نسخة مكررة، بل إلى صوتك أنت، حين يكون صادقًا. والأهم: لا تكتب لتكون “كاتبًا”… اكتب لأنك لا تطيق الصمت.
كلمة أخيرة؟
في النهاية، أؤمن أن لكلٍّ منا حكاية تستحق أن تُروى، وصوتًا يستحق أن يُسمَع. اخترت الكتابة لأنني وجدت فيها وطني الداخلي، ولأنني أردت أن أترك أثرًا ناعمًا لكنه عميق. أشكر كل من آمن بالكلمة، واحتفى بالحبر، وقرأ بنبض قلبه لا بعينيه فقط. وإن كانت “سمفونية الدم” هي البداية، فإن القادم، بإذن الله، سيكون أعذب… وأصدق.
