حذر وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، من “الخطر الثلاثي” الذي يهدد صحة التلاميذ في الوسط المدرسي، والمتمثل في الاستخدام المفرط للشاشات الإلكترونية، التعرض لمحتوى رقمي غير مراقب، وانتشار المخدرات والمؤثرات العقلية.
جاءت تصريحات الوزير خلال إشرافه على انطلاق فعاليات اليوم الوطني للصحة المدرسية في طبعته الأولى، المنظم بجامع الجزائر، حيث أكد أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع وزارة الصحة على وضع أهداف عملية لترسيخ ثقافة الصحة بمختلف أبعادها داخل المؤسسات التربوية، وجعلها جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للتلميذ.
وأوضح سعداوي أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر جهود كل الفاعلين في القطاع، من أساتذة، أولياء، وأطباء مختصين، مشددًا على أن تعزيز الوعي الصحي يعد ركيزة أساسية في حماية الأجيال الناشئة من المخاطر المحدقة بهم.
وفي هذا السياق، دعا الوزير الأساتذة، بصفتهم الفاعل المباشر في العملية التربوية، إلى غرس قيم الصحة والوقاية في سلوكيات التلاميذ عبر الدروس، الأنشطة الثقافية والرياضية، وحتى من خلال القدوة اليومية. كما وجّه نداءً صريحًا للتلاميذ أنفسهم، طالبهم فيه بجعل السلوك الصحي سمة مميزة لهم داخل المدرسة وخارجها، بما يعكس صورة الجيل الواعي والمسؤول.
من جهة أخرى، لم يغفل سعداوي دور الأولياء، إذ شدد على ضرورة مرافقتهم لأبنائهم، مراقبة محافظهم وهواتفهم الذكية بشكل دوري، والانتباه إلى سلوكياتهم اليومية، معتبرًا أن الأسرة تمثل خط الدفاع الأول أمام المخاطر الرقمية والاجتماعية.
وأكد الوزير أن تفعيل اليوم الوطني للصحة المدرسية سيكون نقطة انطلاق لتكريس برامج توعوية متجددة، تشمل حملات دورية حول التغذية السليمة، الوقاية من الإدمان الرقمي، وأخطار المخدرات، فضلًا عن التشجيع على ممارسة النشاط البدني داخل المؤسسات. كما أشار إلى أن الرهان الحقيقي يكمن في بناء جيل متوازن فكريًا وجسديًا، قادر على مواجهة تحديات العصر بثقة ومعرفة.
