في سياق الاهتمام المتزايد بتثمين التكوين المهني باعتباره ركيزة أساسية لدفع عجلة التنمية وتنويع الاقتصاد الوطني، أعطيت أمس إشارة انطلاق الأولمبياد الجهوية لمهن التكوين المهني 2025 بالمركب الرياضي الأمير نايف بن عبد العزيز بولاية بشار. ويأتي هذا الحدث البارز بمشاركة 169 متربصًا يمثلون ولايات الجنوب، ليجسد رؤية الدولة في جعل التكوين المهني قاطرة لتزويد سوق العمل بالكفاءات المؤهلة ومختبرًا لاكتشاف المواهب الشابة وصقلها.
وأشرف على افتتاح التظاهرة الأمين العام للولاية، رشيد بن يوسف، بحضور ممثلين عن مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، حيث شدّد في كلمته على أن هذه المنافسات تتجاوز البعد التنافسي، لتتحول إلى فضاء للإبداع والابتكار ورافعة لإعداد جيل يواكب تحديات المستقبل.
نخبة الجنوب على خط المنافسة
تستمر فعاليات الأولمبياد إلى غاية 25 من الشهر الجاري بمشاركة متربصين من ولايات: بشار، أدرار، تندوف، النعامة، البيض، بني عباس، تيميمون، برج باجي مختار، عين قزام، إن صالح، والمنيعة. وسيتأهل الفائزون إلى النهائيات الوطنية المقررة في 3 نوفمبر المقبل بمدينة وهران، حيث ستُتاح لهم فرصة تمثيل الجنوب في محفل وطني واسع، بما يعزز روح التحدي والتألق على المستوى الوطني.
تخصصات عصرية وفق متطلبات السوق
يتنافس المشاركون في 36 تخصصًا تغطي مجالات متنوعة تمس قطاعات حيوية: من تسيير وأمن الشبكات المعلوماتية، البرمجة وقواعد البيانات، الرقمنة والصيانة الصناعية، إلى الفندقة والإطعام، الكيمياء الصناعية، كهرباء السيارات، معالجة المياه، تصميم الأزياء، الحلاقة، الطبخ والحلويات، إضافة إلى البستنة وتسيير المساحات الخضراء.
هذا التنوع يعكس رؤية قطاع التكوين المهني في إعداد يد عاملة مؤهلة تتماشى مع متطلبات السوق المحلي والدولي، وتساهم في تعزيز تنافسية الاقتصاد الجزائري.
لجنة تحكيم وخطط تنظيمية دقيقة
يتولى الإشراف على تقييم الأداء 69 خبيرًا من مختلف التخصصات إلى جانب ممثلين عن القطاعات الاقتصادية وغرف الصناعة التقليدية والحرف، ضمانًا للشفافية والمصداقية في النتائج. كما سُخّرت إمكانيات بشرية ولوجستية معتبرة لإنجاح التظاهرة، بما يجعلها منصة لترقية صورة التكوين المهني وإبراز دوره كمحرك حيوي لإدماج الشباب في التنمية المستدامة.
بهذا، تتحول الأولمبياد الجهوية ببشار من مجرد منافسة مهنية إلى فضاء جامع يجمع بين روح التحدي والإبداع، والتخطيط الاستراتيجي لإعداد جيل جديد من الكفاءات القادرة على رفع رهانات الجزائر المستقبلية.
