الفلاحة نحو مستقبل واعد وتحقيق الأمن الغذائي بتوقرت
استهداف أكثر من 30 ألف هكتار بولايتي المنيعة وتيميمون
في ظل التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية، تسعى الجزائر إلى إعادة صياغة سياساتها الزراعية بما يتماشى مع التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال التركيز على تطوير الزراعات الاستراتيجية، هذه التوجهات تعكس إدراك الدولة لأهمية تعزيز الإنتاج الوطني في قطاعات حيوية، مثل الحبوب والزيوت والبقوليات، لتقليل الاعتماد على الواردات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، الرهان على الزراعات الاستراتيجية ليس مجرد خيار اقتصادي، بل هو مشروع سيادي يمزج بين الابتكار الزراعي واستغلال الموارد الطبيعية الهائلة، خاصة في المناطق الصحراوية التي تحمل إمكانيات هائلة للتوسع الزراعي.
وتعد الزراعة في الجنوب الجزائري أحد المحاورالرئيسية في الاستراتيجية الوطنية، فقد أكدت السلطات على استغلال المزايا البيئية لهذه المناطق، مثل وفرة الأراضي الصالحة للزراعة والمياه الجوفية، وتشجع الحكومة المشاريع الفلاحية الكبرى هناك، مثل زراعة القمح والشعير وزراعة الأشجار المثمرة كالزيتون والنخيل على غرار ولاية توقرت، حيث تتوفر إمكانيات كبيرة وتمثل مبادرة “مليون هكتار” لاستصلاح الأراضي واحدة من أبرز هذه البرامج، حيث تهدف إلى زيادة المساحات المزروعة وتحفيز الاستثمارات في الإنتاج الزراعي.
مساحة فلاحية قوامها 1.360 هكتار لزراعة الحبوب متنوعة الأصناف
و تستهدف حملة الحرث والبذر التي أطلقت مطلع الأسبوع بولاية توقرت مساحة فلاحية قوامها 1.360 هكتار لزراعة الحبوب من مختلف الأصناف برسم الموسم الفلاحي 2024/2025 ،وتشمل تلك المساحة زراعة 580 هكتار من القمح الصلب، و 580 هكتار من القمح اللين و 200 هكتارمن الشعير، حيث سجل توسعا لافتا في المساحة المزروعة هذه السنة بزيادة تقدر ب 740 هكتار مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي ، استنادا لما أوضحه مدير المصالح الفلاحية محمد الأمين حوحو، ولضمان السير الحسن لهذا الموسم الفلاحي تم توفير أكثر من 3.300 قنطار من البذور و 11.144 قنطار من الأسمدة لفائدة الفلاحين، إلى جانب تسخير كافة الإمكانيات المادية اللازمة لإنجاح هذه الحملة، التي تراهن من خلالها مصالح قطاع الفلاحة للرفع من مردود الإنتاج من هذه المحاصيل الإستراتيجية، ولدى إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق هذه الحملة من مستثمرة فلاحية تابعة لمجمع سوناطراك بمحيط القداشي ببلدية الحجيرة, أبرز والي الولاية عثمان عبد العزيز أهمية هذا النوع من الإستثمارات الفلاحية التي من شأنها أن تعزز جهود الدولة في تحقيق الإكتفاء الذاتي من مختلف المحاصيل الزراعية الإستراتيجية، ودعا الوالي إلى ضرورة مضاعفة الجهود لتوسيع المساحات المخصصة لزراعة الحبوب وتشجيع الفلاحين و المستثمرين للإنخراط الفعال في هذه الزراعة، ويعتبر محيط القداشي ببلدية الحجيرة الذي يتربع على مساحة إجمالية تفوق 10 آلاف هكتار واحدا من بين أهم الإستثمارات الفلاحية التي يجري تجسيدها بالمنطقة، في شعبة الزراعات الإستراتيجية بمختلف أنواعها من طرف شركات وطنية كبرى متخصصة، والذي من شأنه أن يساهم في إنعاش وتطوير النشاط الفلاحي بالمنطقة.
أكثر من 1.5 مليون نخلة عبر مختلف واحات وبساتين النخيل
وفي ذات السياق تم اعطاء اشارة انطلاق حملة جني التمور من المعهد الفلاحي للتكوين في الفلاحة الواحية بتوقرت، اذ يتوقع إنتاج ما لا يقل عن 1.134.300 قنطار من مختلف أصناف التمور بولاية توقرت برسم الموسم الفلاحي الحالي، استنادا لما أوضحته مديرية المصالح الفلاحية، وتشير تقديرات القطاع إلى تحقيق زيادة نسبية في إنتاج محاصيل التمور بمختلف أصنافها على غرار “دقلة نور” و”الغرس” و”الدقلة البيضاء” وذلك بالنظر إلى المؤشرات الإيجابية المسجلة سيما بعد نجاح الحملة الوقائية الإستباقية لمكافحة آفة البوفروة، حيث يتجلى ذلك في التراجع “الملحوظ” في نسبة انتشار بؤر البوفروة على مستوى معظم واحات النخيل بولاية توقرت هذا الموسم مقارنة بالمواسم الماضية، وفي نفس السياق يرتقب دخول عدد معتبر من النخيل مرحلة الإنتاج هذا الموسم عبر عدة أقاليم بالولاية سيما بدوائر توقرت والمقارين وتماسين والتي تتمركز بها معظم واحات النخيل، مما يرفع من سقف التوقعات بتحقيق محصول وفيرمن التمور وبجودة عالية خلال حملة الجني الجارية، وفي إطار تجسيد مخطط القطاع لتطوير شعبة النخيل ودعم إنتاج التمور بالولاية، يرتقب غرس أزيد من 21 ألف جبار جديد (فسائل النخيل) قبل نهاية العام الحالي، وهي الحصة التي استفاد منها فلاحين ضمن برنامج الدعم الفلاحي لإقتناء وغرس الجبار، وتحرص مديرية المصالح الفلاحية بالولاية على تثمين هذه الشعبة الإستراتيجية وتعزيز مردوديتها من خلال العمل على ضمان مرافقة واسعة لمنتجي التمور والتكفل بانشغالاتهم وبالصعوبات التي تواجههم خاصة ما تعلق بمسألة تسويق منتوج التمور في ظل انعدام أسواق وفضاءات تجارية محلية مخصصة لعرضه وتسويقه في ظروف ملائمة، وتعد ولاية توقرت من الولايات الرائدة في إنتاج التمور،حيث تحصي ثروة نخيل بتعداد يفوق 5ر1مليون نخلة عبر مختلف واحات وبساتين النخيل المنتشرة بالمنطقة.
الزراعات الاستراتيجية الصناعية بتوقرت نموذجا تعول عليه الدولة
و دخلت تجارب الزراعات الاستراتيجية الصناعية بولاية توقرت مرحلة الإنتاج الفعلي، حيث حصدت مؤسسة كوسيدار 1500 قنطار في مساحة 240 هكتاراً من الذرى العلفية السنة الفارطة ، وهو ما يمثّل أول منتوج في محيط القداشي ببلدية الحجيرة، و هو ما تقدّم ضمن ثلاثة استثمارات كبرى بالمحيط المذكور الذي يتربّع على مساحة 10 آلاف هكتار ، وباتت تجربة ولاية توقرت في الزراعات الاستراتيجية الصناعية، نموذجاً تعوّل عليه الدولة لتحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الإستيراد، علماً أنّ التجربة بدأت في شهر أوت العام 2023، بمحيط القداشي، وينشط في هذا الوعاء العقاري الفلاحي، كل من شركة كوسيدار،مجمع سوناطراك، ومستثمر أجنبي من جنسية إيطالية، في إنتاج الذرى العلفية والحبوب، وحسب مصدر مسؤول بالديوان الوطني للأراضي الفلاحية، سيتمّ في القريب العاجل توزيع مساحات أخرى، فيما نوّه عثمان عبد العزيز والي توقرت إلى أنّ المساحة الاجمالية المخصّصة للزراعات الإستراتيجية الصناعية بالولاية ، تصل إلى 24 ألف هكتار، منها 27 هكتارا مزروعة بالحبوب، و800 هكتار متوقع زراعتها، بعد دخول 15 مستثمراً آخر حيز النشاط، وأبرزت المهندسة رشيدة ذيب ممثلة غرفة الفلاحة الولائية، تطلع المستفيدين من الأراضي، لإسراع الجهات المختصة في شق المسالك الفلاحية وإيصال شبكة الكهرباء ومنح رخص حفر آبار المياه لمباشرة العمل والمساهمة في إنتاج هذه المحاصيل الإستراتيجية، وفي ظلّ التخصيصات الكبيرة للعقار الفلاحي الموجّه للزراعات الاستراتيجية بالولاية، واستعداد قطاع الفلاحة لتوزيع مساحات أخرى ضمن المحفظة العقارية الرابعة، أكّد محمد الأمين حوحو مدير الفلاحة الولائي، حلّ إشكالية العقار أمام الراغبين في الاستثمار الفلاحي، بما فيها امكانية إقامة شراكات مع الأجانب، وفي ذات السياق يتم في هاته الفترة انجاز ثلاثة (3) مراكز جوارية لتخزين الحبوب، عبر بلديات الحجيرة والزاوية العابدية والمقارين، بطاقة استيعاب إجمالية تقدر ب 15.000طن.
عملية الإحصاء تسجل 24 ألف مستثمرة فلاحية بالولاية
وأكد حوحو أنه تم احصاء أكثر من 24 ألف مستثمرة فلاحية من الجانب النباتي و الحيواني بنسبة تفوق 108 بالمئة هي أرقام جد مشرفة،و أبرز ذات المسؤول أن هذا الإحصاء سيتيح قاعدة بيانات دقيقة عن الفاعلين بالقطاع من فلاحين ومستثمرين من خلال معرفة حجم المستثمرات الفلاحية والمساحات المزروعة وطبيعة المحاصيل ومنشآت الري وتعداد الثروة الحيوانية، بما يسمح بتثمين مهنة الفلاحة التي تعد النشاط الرئيسي بالولاية ، وقال أن عملية الاحصاء أظهرت أن هناك تطور كبير في الفلاحة بالولاية عبر مختلف بلدياتها، أين وجدنا بعض البلديات التي كانت تعرف فقط في شعبة النخيل بها زراعات جديدة و تربية الأسماك و الدواجن ، و اكتشفنا ” حسبه ” امكانيات كبيرة في بعض البلديات، وكشف مدير الفلاحة أن شعبة تربية الدواجن تشهد قفزة نوعية و تطوربالولاية ، حيث كشفت خرجاتنا الميدانية أن هناك تطورا كبيرا في زراعة الأشجار المثمرة على غرار الايجاص و عين البقرة ، المشمش و العنب ،خلاف ما تعرف به توقرت في زراعة النخيل وكلها مؤشرات اقتصادية و تطور في شعب خارج شعبة النخيل،كذلك شعبة تربية المائيات و تربية الماعز وما ينتج عنه من صناعات خاصة الأجبان و اللحوم الحمراء .
المعهد التكنولوجي المتخصص في الفلاحة الواحية جهود كبيرة للنهوض بالقطاع
وساهم المعهد التكنلوجي المتخصص في الفلاحة الواحية بتوقرت منذ انشائه في النهوض بالفلاحة الواحية أو الصحراوية، والذي كان له بصمة في استقطاب الشباب الى الولوج الى التكوين في قطاع الفلاحة الواحية، وتحسين المستوى للإطارات الفلاحية للقطاع و الفلاحين و المستثمرين الشباب و حاملي المشاريع، بالإضافة الى تنظيم الأيام الإرشادية ، التكوين حسب الطلب في تخصصات الإنتاج النباتي – النخيل – الخضروات – الري – تصريف المياه – المحاصيل الكبرى – الأشجار المثمرة ، كما تكمن مهام المعهد أيضا الى التكوين في الإنتاج الحيواني و المتمثل في تربية المواشي – الدواجن – النحل – تربية المائيات.
نزهة تماسيني
استهداف أكثر من 30 ألف هكتار بولايتي المنيعة وتيميمون
تستهدف حملات الحرث والبذر للموسم الفلاحي الجاري 2024 /2025 التي انطلقت أوّل أمس، بولايتي المنيعة وتيميمون مساحة فلاحية إجمالية مخصصة لزراعة الحبوب بمختلف أنواعها قوامها 31.500 هكتار، حسبما علم لدى مصالح الفلاحة بالولايتين.
وفي هذا الصدد، بولاية المنيعة تم تخصيص مساحة تفوق 22 ألف هكتار لزراعة الحبوب من بينها 20.500 هكتار للقمح الصلب و1.230هكتار للشعير، و60 هكتارا للقمح اللين، وباقي المساحة موزعة لزراعة أصناف أخرى على غرار الخرطال والتريتيكال، كما أوضح مدير القطاع مصباح يوسف.
وأوضح المسؤول ذاته، أن قطاع الفلاحة يوفر بالتنسيق مع تعاونيات الحبوب والبقول الجافة لولايتي المنيعة والأغواط 47.475 قنطارا من البذور للمنتجين، إضافة إلى 198 ألف قنطار من الأسمدة .
وبولاية تيميمون، فإنّ حملة الحرث والبذر تستهدف 9.500 هكتار من الأراضي الفلاحية الموجهة للزراعات الإستراتجية، ومنها القمح الصلب والقمح اللين والذرة عبر المحيطات الكبرى للولاية، على غرار محيطات إمقيدن، وتينركوك الكبير، وأوقروت، وأفران، مثلما ذكر مدير المصالح الفلاحية رفيق بن منصور.
وأعطيت إشارة انطلاق الحملة من المستثمرة الفلاحية ”الحرية” بالمحيط الفلاحي تينركوك الكبير، على مساحة إجمالية قوامها 200 هكتار.
وأكد والي الولاية سونة بن أعمر بالمناسبة، أنّه تم تسخير كافة الإمكانيات الضرورية لبلوغ الأهداف المسطرة، حيث تم منح في إطار الرواق الأخضر 12 ألف هكتار لمؤسسة خاصة لتكثيف البذور، مضيفا أنه سيتم منح 20 ألف هكتار في إطار الحيازة على الملكية العقارية لفائدة المستثمرين الشباب.
ومن جهته أوضح ممثل الديوان الوطني لتنمية الزراعة الصناعية بالأراضي الصحراوية حسان شريفي، أن الوعاء العقاري الفلاحي الموزع بتيميمون، بلغ بالمحفظة الأولى 18.000 هكتار، بالإضافة إلى 8.500 في المحفظة الثانية، و3.000 هكتار من الأراضي المسترجعة تم توزيعها في المحفظة الثالثة بعد التسجيل عبر المنصة الرقمية التي أطلقها الديوان .
ن ع