ألقى وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اليوم الإثنين، كلمة الجزائر، أمام جلسة المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، مستعرضا رؤية الجزائر تجاه أبرز القضايا الدولية والإقليمية الراهنة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وتصفيات الاستعمار، والأزمات الإقليمية في محيطها المباشر.
وفي كلمته، عبر الوزير عن قلق الجزائر من حالة الاضطراب التي يعيشها النظام الدولي، حيث تتراكم الأزمات والصراعات في ظل غياب الحلول، وتتسارع التحولات التكنولوجية مقابل اتساع الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب، مؤكدا أن الأمم المتحدة باتت مكبّلة الفعل ومهمّشة الدور، ما يستدعي تحمّل الدول الأعضاء مسؤوليتها في إعادة الاعتبار للقانون الدولي وتفعيل العمل متعدد الأطراف.
وتوقّف عطاف مطولا عند القضية الفلسطينية، واصفا إياها بأنها أقدم القضايا المدرجة على جدول أعمال المنظمة الأممية، ومحذرا من الخطر غير المسبوق الذي تواجهه اليوم جراء محاولات طمسها عبر ضم الأراضي وتهجير الشعب الفلسطيني والقضاء على حل الدولتين.
وشدد على ضرورة تحمّل المجموعة الدولية مسؤولياتها، من خلال وضع حد نهائي لمعاناة الشعب الفلسطيني، وحماية دول الجوار من تداعيات المشروع التوسعي الصهيوني، والإسراع في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وفي هذا السياق، ثمّن الوزير الزخم المتزايد للاعترافات الدولية بدولة فلسطين، مجددا الدعوة التي كان قد أطلقها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتمكين فلسطين من العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرا أن قيام الدولة الفلسطينية ليس خيارا بل حتمية مؤكدة، وليس منة بل حقا أصيلا.
كما تناولت كلمة الجزائر ملفات إقليمية أخرى، على غرار قضية الصحراء الغربية التي أكد أنها تبقى قضية تصفية استعمار لا تسقط بالتقادم، داعيا إلى حل يستند إلى الشرعية الدولية ويضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره.
وبخصوص الأزمة الليبية، اعتبر عطاف أن استمرار التدخلات الأجنبية هو العائق الأكبر أمام السلام، مؤكدا أن الحل بيد الليبيين وحدهم عبر انتخابات توافقية جامعة.
كما تطرق الوزير أيضا إلى التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في ظل تصاعد الإرهاب وتراجع دعم عمليات حفظ السلام، داعيا المجتمع الدولي إلى تعزيز الشراكات العادلة وتمكين إفريقيا من تمثيل منصف في مراكز القرار العالمية.
كما أكد عطاف التزام الجزائر بدورها البناء في الفضاء الأورومتوسطي، عبر مقاربة شاملة لمعالجة قضايا الأمن والتنمية والهجرة.
واختتم أحمد عطاف كلمته بالتأكيد على أن الجزائر أدت عهدتها كعضو غير دائم في مجلس الأمن بوفاء لقيمها ومبادئها، وبالتنسيق مع شركائها الإقليميين والدوليين، معربا عن يقين الجزائر بأن الأمل في غد أفضل سيظل قائما ما دام الضمير الدولي حيا.
