تحوّلت الرحلة على متن القطار الرابط بين الجزائر العاصمة ومدينة توقرت إلى تجربة شاقة ومحبطة للعديد من المسافرين، بسبب النقائص المتكررة التي تميّز هذا الخط الحيوي. بين أعطاب تقنية مفاجئة، وسوء التكييف، وسوء الخدمات داخل القاطرات، تتعالى أصوات الركاب مطالبة بإصلاحات عاجلة وتحسينات جذرية، وصلت حدّ مناشدة وزير النقل للتدخل شخصيًا ومعاينة الوضع على أرض الواقع
واستنادا لما كشف عنه بعض المواطنين يعاني المسافرون بشكل شبه يومي من أعطاب تقنية تتسبب في توقف القطار لساعات، ما يؤخر الوصول ويعطل مصالح المواطنين، وفي غياب أي توضيحات رسمية من الإدارة، يتزايد الإحباط بين الركاب الذين يرون أن الوضع أصبح غير مقبول، خاصة بالنسبة لخط يمتد على مسافة طويلة تربط العاصمة بأعماق الجنوب الشرقي
الحرّ الشديد الذي تشهده ولايات الجنوب هذه الأيام زاد من معاناة المسافرين، في ظل غياب شبه تام لأجهزة التكييف داخل العربات، وهو ما جعل قضاء ساعات طويلة داخل القطار أقرب إلى معاناة إنسانية، لا سيما بالنسبة للأطفال والمسنين والمرضى
كما يشكو الركاب من رداءة الخدمات داخل القطار، حسب ما أوضحه الناشط الجمعوي عادل بلحمو لصحيفة الجنوب الكبير ، كنقص النظافة والصيانة، العربات غالبًا ما تكون غير نظيفة، والمرافق الصحية داخل القطار في حالة يرثى لها، مما ينعكس سلبًا على راحة وصحة المسافرين، كما تظهر علامات واضحة على الإهمال في الصيانة العامة للقطار، بالإضافة الى تدهور جودة المقاعد والمرافق، قائلا : المقاعد في حالة سيئة وغير مريحة ونقص عربات الدرجة الأولى ، ونظام التكييف غالبًا ما يكون معطلاً، مما يزيد من معاناة المسافرين خاصة خلال فصل الصيف، ويضيف بلحمو كما أن هناك نقص واضح في الخدمات الأساسية التي من المفترض أن تتوفر على متن القطار نظراً للمسافة البعيدة ، مثل توفر منافذ لشحن الهواتف أو خدمات الطعام والشراب بشكل لائق ما يعكس غياب استراتيجية واضحة لتحسين تجربة الزبائن
وفي ظل هذا الوضع المتردي، ناشد المسافرون عبر هذا الخط وزير النقل التدخل شخصيًا للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشونها، خاصة وأن هذا المرفق يشكّل شريانًا هامًا يربط الجنوب الشرقي بالشمال، وأكدوا أن التدخل الوزاري سيكون بمثابة رسالة واضحة بأن مصالح المواطن تأتي فعلاً في صلب أولويات الحكومة، حيث علت الأصوات تطالب بوضع خطة صيانة شاملة ودورية للقطارات والعربات و استبدالها، و توفير قطارات حديثة ومجهزة تلبي معايير الراحة والسلامة، و التحقيق في أسباب التأخيرات والعمل على معالجتها بشكل فوري، كما طالبوا بتحسين مستوى النظافة والصيانة داخل القطارات والمرافق، والنظر في زيادة عدد الرحلات أو العربات لمواجهة الازدحام خاصة مراقد الدرجة الأولى
وأصبح إصلاح وضع قطار توقرت – الجزائر العاصمة ضرورة ملحّة لا تحتمل التأجيل، فبين وعود تحسين الخدمة وواقع مرير يتكرّر كل يوم، يأمل المواطنون عبر صحيفة الجنوب الكبير أن تكون مناشدتهم هذه المرة مسموعة، وأن تتحول إلى إجراءات ملموسة تحفظ كرامتهم وحقهم في نقل عمومي لائق .
نزهة التماسيني
