أطلق عدد من الشباب الخير بـ ” حي بوعامر ” التابع لبلدية ” ورقلة ” حملة تضامنية واسعة مع القضية الفلسطينية سميت بـ ” حملة بوعامر تنتصر لغزة “، و ذلك تحت شعار ” إطعام جائع من غزة … سهم للجهاد في سبيل الله “، حيث تندرج هاته المبادرة الطيبة في إطار مواكبة التطورات التي تشهدها مدينة غزة منذ إنطلاق معركة طوفان الأقصى في الـ 7 أكتوبر 2023، و كذا دعم مقاومة سكان القطاع في ظل سياسة الحصار و التجويع الممنهجة التي يمارسها الكيان الصهيوني في حقهم دون مراعاة لمبادئ الإنسانية و لا حتى للقواعد و القوانين الدولية.
و قد كان لنا حوار مع السيد ” ياسين طواهري”، و هو أحد الشباب المتطوع في هاته المبادرة، حيث أكد لنا في بداية اللقاء أن هاته الحملة هي عبارة عن فكرة تم طرحها من قبل عدد من شباب منطقة ” بوعامر ” بشكل معزول عن أية إنتماءات أو توجهات معينة، منوها إلى أن التنسيق الوحيد لإنجاح هاته المبادرة كان مع المكتب الولائي لـ ” جمعية البركة ” بحكم أنها تعتبر مؤسسة معتمدة في مجال دعم القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنها تملك ـ حسبه ـ مصداقية لا غبار عليها في أوساط الشعب الجزائري، مضيفا أن لديها من العلاقات و الإمكانيات ما يؤهلها لإيصال هاته المساعدات في ظرف و جيز و بإحترافية عالية في ظل القيود المفروضة على القطاع، و التي صعبت كثيرا من مأمورية إدخال المساعدات إلى غزة مهما كان نوعها أو حجمها.
كما أكد ذات المتحدث أن هاته المبادرة جاءت بناء على دراسة معمقة لواقعية المشروع المطروح، و الذي يهدف ـ حسبه ـ إلى جمع 1000 وجبة، منوها إلى أن سعر الوجبة الواحدة تم تحديده بمبلغ 1000 دج، و مشيرا في ذات السياق إلى أن هاته الحملة لها رمزية خاصة بالنظر إلى حجم المعاناة التي يعيشها سكان قطاع غزة، و ذلك من منطلق أن الظرف الراهن يستوجب من الجميع أن لا يستهينوا و لا يستصغروا حجم المساعدة التي يقدمونها مهما كانت بسيطة، و أن الهدف الذي تم وضعه على المدى البعيد هو تعميم هاته المبادرة على كافة الأحياء عبر إقليم عاصمة الواحات ” ورقلة “.
و في رده على سؤالنا حول مدى تجاوب سكان ” حي بوعامر ” مع المبادرة، أوضح السيد ” طواهري ” أن الإقبال مع بداية الحملة يمكن إعتبار أنه ضعيف إلى حد ما مقارنة بحجم التوقعات التي رصدوها من خلال دراسة طبيعة سكان المنطقة قبل الإنطلاق في المشروع، مرجعا السبب الرئيسي لذلك إلى الحساسية النسبية التي تميز الكثير من أفراد المجتمع الجزائري إتجاه الحملات المتعلقة بالقضية الفلسطينية بصفة خاصة، على إعتبار أنهم غالبا ما يتساءلون ـ حسبه ـ عن كيفية وصول هاته المساعدات و ضماناتها و غيرها من الإستفسارات التي قد تطرأ على عقل أي شخص في هذا الخصوص، بالإضافة إلى إشكالية التعود على المشهد و عدم المتابعة اللحظية لأخبار و مستجدات القضية مما ينعكس سلبا على مثل هاته الحملات، مشيرا في ذات السياق إلى أن ضعف الدخل لدى عامة الناس من شأنه أن يضعف أيضا نسبة التجاوب مع المبادرة، منوها إلى أن ذلك لن ينقص من أهمية و قداسة القضية الفلسطينية بقلوب الجزائريين عامة و سكان ” بوعامر ” خاصة في شيء.
و عن الإمكانيات التي تم تسخيرها لإنجاح هاته الحملة التضامنية أكد ذات المتحدث أنه قد تم تجنيد ثمانية (08) شباب من خيرة أبناء الحي يتوزعون على شوارع و أحياء المنطقة من أجل جمع التبرعات بحكم أن الأمر يعتمد ـ حسبه ـ على الالتقاء المباشر خارج جدران المقر لكي تكون الفاعلية أكثر في إيصال رسالة المبادرة و نشرها بين الناس ، بالإضافة إلى القيام بحملة إعلامية من أجل الترويج للمبادرة من خلال الإستعانة بمختلف مواقع التواصل الإجتماعي على غرار ” الفيسبوك ” و ” الأنستغرام” و غيرها، منوها إلى أن حصيلة التبرعات التي تم جمعها خلال اليومين الأول و الثاني من المبادرة قد بلغت حدود الـ 208 وجبة، حيث تم تسجيل إرتفاع نسبي في حجم التجاوب مع المبادرة مابين اليوم الأول الذي عرف جمع 62 وجبة و اليوم الثاني الذي تم فيه تحصيل 146 وجبة في إنتظار أن تستوفي الحملة هدفها المنشود بجمع 792 وجبة المتبقية خلال الأيام القليلة القادمة بإذن الله.
من جهة أخرى أوضح السيد ” طواهري ” خلال رده على سؤالنا حول أهم العراقيل و التحديات التي واجهتهم منذ إنطلاقة الحملة، أن ما يميز المجتمع الجزائري عامة و الورقلي بصفة خاصة، هو أنه لا يحتاج إلى حملات إعلامية مدعمة على غرار الإستعانة بمطويات تعريفية بالقضية الفلسطينية أو بمدى أهميتها على سبيل المثال من أجل التفاعل مع مثل هاته المبادرات، بل على العكس من ذلك فإن ذكر فلسطين أمامهم كافية للتجاوب و التفاعل مع أية حملة تضامنية ذات الصلة مهما كانت الجهة المنظمة لها بشرط تحري المصداقية في إيصال المساعدات، منوها إلى أن التحدي الوحيد الذي واجههم هو الإرتفاع الرهيب في درجات الحرارة و الذي قد يؤثر سلبا على أدائهم من جهة و على تواجد المواطنين في الشوارع من جهة أخرى.
و في الأخير وجه السيد ” ياسين طواهري ” تحية شكر إلى كافة طاقم جريدة الجنوب الكبير التي تحرص على رعاية مثل هاته المبادرات التضامنية إعلاميا، معربا عن خالص تقديره لمجهودات الشباب القائم على إنجاح حملة ” مشروع جمع 1000 وجبة لغزة ” و لكل من ساهم في دعمها و توجيهها من قريب أو بعيد، و عن أمله الشديد أيضا في أن تلقى هاته المبادرة مزيدا من التفاعل و التعميم و كذا التجاوب للمساهمة في التخفيف و لو قليلا من معاناة سكان قطاع غزة المحاصر.
لواتي سناء