أكدت مديرية الصحة و السكان لولاية بسكرة، و في تصريح خاص للجنوب الكبير، تسجيلها لخمس حالات مؤكدة للإصابة بداء الديفتريا، وذلك منذ شهر ديسمبر 2024 و إلى غاية شهر جانفي الجاري، وهذه الحالات شملت ثلاثة أطفال صغار و شخصين بالغين، وجميع الإصابات تم تسجيلها في مناطق نائية معزولة و متفرقة عبر تراب الولاية، ومن خلال التحقيق الوبائي تبين أنّ جميع هؤلاء المصابين لم يتلقوا التلقيح اللازم و لم يقم أولياؤهم بتدارك التأخر في عملية التلقيح أو تحديثه.
وفي اتصال مع الدكتور بوهنتالة من مصلحة الوقاية بمديرية الصحة و السكان بولاية بسكرة والحديث حول الوضع الوبائي فيما يخص الديفتيريا أكد محدثنا للجنوب الكبير أنه فعلا تم تسجيل 5 حالات مؤكدة بمرض الديفتيريا على مستوى ولاية بسكرة و ذلك في الفترة الممتدة من شهر ديسمبر 2024 و إلى غاية اليوم من شهر جانفي 2025، مضيفا أن الحالات المصابة كانت تقيم في بلديات مختلفة و متباعدة و دون وجود صلة مباشرة بين هذه الحالات فيما بينها، و بعد التحقيق الوبائي الذي تم إجراؤه من قبل المصلحة الوقائية تبين أن هؤلاء المصابين لم يتلقوا التلقيح الكامل ضد الديفتيريا ومعظمهم من الرحل المتنقلين وهم يقيمون ظرفيا في مناطق نائية و يتنقلون بكثرة، مؤكدا أن الوضع حاليا فيما يخص الديفتيريا تحت السيطرة حيث تم التعامل مع الوضع وفق الإجراءات الصارمة و الشاملة المعتمدة من طرف وزارة الصحة.
وفي حديثه عن الإجراءات التي قامت بها مديرة الصحة و السكان منذ ظهور أول حالة إصابة بالديفتيريا فقد شملت أولا تشكيل خلية أزمة على مستوى مديرية الصحة مشكلة من كل المعنيين و منهم أطباء مختصون في الأمراض المعدية وأمراض الأطفال وأطباء الوقاية و كذا مديري المؤسسات الصحية، وخلية الأزمة المشكلة عملت بالتنسيق التام مع السلطات المحلية عبر البلديات و المناطق التي ظهرت فيها حالات الإصابة، ومن أهم الإجراءات التي تم اتخاذها القيام بحملات تلقيح مكثفة من خلال تسخير كل الإمكانيات و تجنيد فرق متنقلة لتغطية جميع مناطق الولاية مع التركيز أكثر على المناطق النائية وأماكن تواجد العائلات المتنقلة،كما تم القيام بعمليات تلقيح مكثفة استهدفت خصيصا المناطق و البلديات التي سجلت فيها حالات الديفتيريا، كما تم أيضا إجراء تحقيقات وبائية دقيقة للتحقق من سلامة العائلات والأفراد المقيمين بالقرب من الحالات المصابة، وإعطاء العلاجات الوقائية المناسبة، مع إجراء عمليات تلقيح استدراكية للمتأخرين عن عمليات التلقيح الخاصة بهذا المرض خصوصا لدى الأطفال، كما تم في ذات السياق القيام بحملات تلقيح واسعة في الوسط المدرسي من طرف فرق الصحة المدرسية أين تم التركيز على مراقبة الدفاتر الصحية للتلاميذ.
كما أضاف الدكتور بوهنتالة للجنوب الكبير بتكثيف مديرية الصحة لحملات التحسيس و التوعية و بكل الوسائل و الطرق، حيث تمت توعية الأولياء بأهمية التلقيح و ضرورة التسريع في تدارك التأخر في تلقيح أبنائهم من خلال الإسراع في نقل أبنائهم الى أقرب مركز صحي مؤكدا أن التلقيح هو الوسيلة الأنجع للوقاية و الحماية من الديفتريا، مضيفا و مؤكدا أن الوضع الوبائي تحت السيطرة التامة، مطمئنا المواطنين أن مديرية الصحة و بكل إمكانياتها المادية و البشرية تجندت و هي مجندة اليوم و غدا لضمان سلامة المواطنين داعية هؤلاء المواطنين إلى التعاون التام من خلال مراقبة دفاتر أبنائهم الإسراع في تلقيح المتأخرين منهم لأن مرض الديفتيريا خطير و التلقيح هو السبيل الوحيد و الناجع للوقاية و الحماية منه.
ع /محامدية