رابط مختصر: https://eldjanoubelkabir.dz/a32x
ذكرت افتتاحية مجلة الجيش في عددها الجديد ، بأن الجزائر حريصة أشد الحرص على لم شمل القارة الإفريقية وجاء في الافتتاحية : “من وحي هذه المبادئ الراسخة وأدبيات ثورتنا المجيدة، الداعية إلى حسن الجوار وإقامة علاقات صداقة وتعاون في فضائنا الإقليمي والدولي، فإن الجزائر اليوم كفاعل رئيس في تحقيق التكامل والاستقرار في إفريقيا، حريصة أشد الحرص على َلمّ شمل القارة، قناعة منها بأن امتدادها الإفريقي ووزنها كقوة إقليمية يُحتّم عليها العمل دون هوادة ضمن هذا المسعى، والمساهمة في تمكين إفريقيا من بسط سيادتها الكاملة على أراضيها وثرواتها واستقلالية قرارها السيادي، ومن ثمّ التخلص نهائيا من التركة الثقيلة التي خلفها الاستعمار الذي يتحمل بقدر كبير مسؤولية الوضع المزري الذي تعيشه القارة، وهو ما يستدعي التضامن والتآزر بين دولها، وإعطاء دفع قوي للتنمية الشاملة لقارتنا التي تمتلك كل المقومات للمضي قُدما نحو تحقيق النماء والرقي والازدهار”.
وقالت مجلة الجيش ،أن مجلس الأمن كرس الشهر الفارط دور الجزائر نصيرا للاتحاد الإفريقي في الوقاية من الإرهاب ومكافحته، كما تم، لأول مرّة، وبإلحاح من الجزائر، الاعتراف بالدور الأساسي الذي تضطلع به مـختلف الآليات الأمنية الإفريقية القائمة، وهو اعتراف بقدر ما يمثّل تشريفا للجزائر وإشادة بدورها الرائد في مكافحة هذه الظاهرة وتعزيز الأمن والاستقرار في القارة، فإنه يزيد من حجم هذه المسؤولية بحُكم أن رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، هو الناطق باسم إفريقيا في ميدان مكافحة الإرهاب والمخوّل له صلاحية متابعة هذا الملف قاريا، وهي مسؤولية تدرك الجزائر ثقلها، وتتحملها بكل عزم وتفان واقتدار، ملتزمة بدورها القاري ومتمسكة بعمقها الإفريقي كخيار إستراتيجي، عبر التعاون المثمر والوثيق مع الدول الإفريقية للاستجابة لأولويات قارتنا في مجالات السلم والأمن والتنمية، ذلك ما أكده رئيس الجمهورية في كلمته بمناسبة افتتاح أشغال الدورة 11 من ندوة وهران رفيعة المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا مطلع شهر ديسمبر 2024، قائلا: ”إن الجزائر، وهي تحتضن هذه الطبعة الحادية عشرة، تجدد التزامها الثابت بدعم كل جهد يسهم في التعبير بصوت واحد وموحد عن مصالحنا في القارة الإفريقية، متعهدة بأن تكون جسرا يجمع ولا يُفرّق، وسندا يدعم ولا يخذل، وصوتا يعلو ولا يخفت في الدفاع عن هموم وقضايا وتطلعات دولنا مجتمعة تحت قبة منظمتنا القارية”.
الجزائر تواصل دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية
وتابعت مجلة الجيش : “في هذا الصدد، وفي ظل أوضاع إقليمية ودولية مضطربة، يميّزها تنامي الأزمـات التي تجعل أمـــن واستقرار القارة على المحك، تواصل الجزائر دعوتها الدول الإفريقية إلى تكريس مبدأ الحلول الإفريقية للمشاكل الإفريقية، الذي كان وسيظل هدفا إستراتيجيا، بعيدا عن أي تدخل أجنبي أو استقطاب بين القوى الكبرى، والإمعان في تهميش قارتنا الإفريقية ووضعها في ذيل الاهتمامات الدولية.
ولأن التنمية لا تتحقق إلا باستتباب الأمن والاستقرار، تحرص الجزائر من خلال الجيش الوطني الشعبي على تفعيل آليات التعاون الأمني وأداء الدور المنوط بها في فضائها القاري إسهاما منها في بسط وتثبيت الأمن والسلم في قارتنا التي تشهد اضطرابات وتوترات متزايدة، وذلك ما أكده السيد الفريق أول السعيد شنڤريحة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي في كلمة له خلال إحدى زياراته إلى الناحية العسكرية الرابعة، قائلا: ”سعت الجزائر على الدوام إلى مساعدة البلدان الإفريقية، للمحافظة على استقرارها وأمنها، ومرافقتها في تسوية أوضاعها الأمنية، من خلال تفضيل الحلول الداخلية واحترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها المحلية، هذا فضلا عن تقديم المساعدات في مـختلف المجالات، العسكرية والاقتصادية والإنسانية… فالجزائر ورغم المحاولات البائسة للتشويش على دورها ومكانتها القارية، تظل رقما مهما في المعادلة الإفريقية وفاعلا أساسيا في هذا المجال الحيوي”.
وأضافت مجلة الجيش :” إن هذه الجهود المضنية التي تبذلها الجزائر، نابعة من التزامها بمبادئها الثابتة ومواقفها المشرفة، وهو ما تجلى بوضوح خلال شغلها لمنصبها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي، بدفاعها المستميت عن مصالح قارتنا وإعلاء صوتها، وعن الشعوب الواقعة تحت الاحتلال لاسيما الشعب الفلسطيني، حيث وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته التاريخية في نصرة الحق ووضع حد للعدوان الهمجي الذي سلطته عليه الآلة الحربية الصهيونية لأزيد من 15 شهرا، وكذلك الأمر بالنسبة للقضية الصحراوية، حيث رافعت في عديد المنابر الدولية على ضرورة وضع حد للاحتلال الجائر بهذا الإقليم، طالما أن الأمر يتعلق بمسألة تصفية استعمار التي تُعد ذات أولوية بالنسبة للجزائر والقارة الإفريقية والأمم المتحدة”.