شهدت عاصمة الواحات ” ورقلة ” خلال هذا الأسبوع الأول من شهر رجب المعظم إعطاء إشارة إنطلاق فعاليات مجالس قراءة ” صحيح البخاري و موطأ الإمام مالك “، و ذلك من ” المسجد المالكي العتيق ” ببلدية ” ورقلة “، حيث يعتبر هذا الحدث الديني من السنن الحميدة التي دأب أفراد المجتمع الورقلي على المحافظة عليها عبر مختلف مساجد و زوايا الولاية منذ دخول شهر رجب و إلى غاية ليلة القدر الموافقة للـ 27 من شهر رمضان المبارك، مما يعكس تمسكهم بسنة النبي الكريم و إهتمامهم بتعاليم الشريعة الإسلامية على غرار باقي ولايات الوطن.
و قد تحدث أمين المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية و الأوقاف بالولاية ” عبد السلام الأسمر للعالم ” عن أن مثل هذه الجلسات الروحانية تعد بمثابة فرصة سنوية لتلاقي كبار الأئمة و المشايخ على المستوى المحلي، بالإضافة إلى عدد من الأساتذة و العلماء المختصين في شرح ” صحيح الإمام البخاري “، مضيفا في ذات السياق بأن هذه التظاهرة الدينية إنما تندرج في إطار إحياء سنن الأسلاف التي تعتبر سنة حميدة للصالحين من قبلهم.
فيما نوه إمام المسجد المالكي العتيق ” خالد باعمر ” إلى أن هذا النوع من القراءات كانت متواجدة منذ القدم، إلا أنها لم تكن بنفس الزخم الذي هي عليه اليوم في كل ولاية أو منطقة أو مدرسة قرآنية ـ مثلما أوضح ـ، بالإضافة إلى مجالس الشيوخ التي يعمدون من خلالها إلى سرد صحيح الإمام ” أبي عبد الله بن إسماعيل البخاري الجعفي ” على تلامذته و طلابه، مشيرا في الأخير إلى أن هذه المناسبة تأتي تماشيا مع تنفيذ برنامج الوزارة الوصية بهدف إضفاء صفة الوطنية و الشمولية عليها بشكل يجعلها تقليدا متوارثا بين الأجيال مما يرسخ في نفوسهم سنة النبي المصطفى من جهة و يعزز لديهم قيم التمسك بالعقيدة الصحيحة المستقاة من وصية الرسول صلى الله عليه و سلم بأن ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله و سنة نبيه “و تجدر الإشارة إلى أن هذا الحدث الديني السنوي سيمتد ليشمل كافة المساجد و الزوايا عبر إقليم ولاية ” ورقلة ” إلى غاية الـ 27 من رمضان الكريم.