تحي الزاوية المختارية بولاية أولاد جلال ذكرى المولد النبوي الشريف من خلال برمجة عدة أنشطة دينية مميزة ،كما تستقبل ذات الزاوية بهذه المناسبة و في كل سنة مئات الزوار الوافدين من عدة ولايات مجاورة و بعيدة ،حيث دأب هؤلاء على إحياء هذه المناسبة الدينية في رحاب هذه الزاوية التي تستعد في كل مرة لاستقبال و ضيافة زوارها في تظاهرة دينية فريدة من نوعها على مستوى هذه الولاية
حيث يكون اللقاء و تكون الاستفادة من خلال دروس دينية يتناول فيها الشيوخ و الأساتذة المدعوون سيرة النبي الأكرم و يجددون العهد في كل مرة على إعطاء هذه الذكرى حقها من خلال السعي لغرس القيم و الصفات التي جاء بها النبي الأكرم و اتصف بها حتى يقتدي به الجيل الحاضر كما فعلت الأجيال السالفة.كما تتخلل هذه الذكرى مجموعة من المدائح الدينية كل ذلك بحضور ضيوف كرام و زوار أجلاء يأتون كل سنة من كل حدب وصب لإحياء ذكرى مولد خير الأنام بهذه الزاوية العامرة دوما بالقائمين عليها و بطلبتها وبروادها الأكارم. تصنف الزاوية المختارية بأولاد جلال من بين أهم و أقدم الزوايا على مستوى منطقة الزاب الغربي و على مستوى ولاية أولاد جلال تحديدا،حيث ترجح الشهادات الشفهية والمكتوبة تاريخ إنشاء هذا المعلم الديني إلى سنة 1815 على يد الشيخ المختار رحمه الله،و بأمر من شيخه محمد بن عزوز،و قد اختير لهذه الزاوية مدينة سيدي خالد في البداية ثم أولاد جلال بعد أن انتقل إليها الشيخ المختار،أين أمر بانجاز هذه الزاوية لتعليم أبناء المنطقة القرآن الكريم و علومه،و ترشدهم إلى الدين الحنيف بمعناه الوسطي المعتدل.و هذه الزاوية و بحكم دورها و نمطها المعماري التاريخي جمعت بين كونها معلما دينيا و قبلة لتنشيط السياحة الدينية بالجهة الغربية من منطقة الزاب و التي تشمل بسكرة و اولاد جلال. و كون هذه الزاوية هي معلم ديني بامتياز فهذا يعود الى دورها الرائد قديما و حديثا في مجال تعليم و تحفيظ القرآن الكريم حيث تخرج من هذه الزاوية آلاف الطلبة منهم حفظة القرآن الذين اصبحوا فيما بعد أئمة و معلمي قرآن و منهم من أصبح شيخ زاوية و أسس زاوية خاصة في مناطق عديد من الوطن من بوسعادة و الجلفة و الأغواط و حتى الجنوب الجزائري .
وهذا المعلم الديني كان له دور أيضا في زمن الثورة من خلال تربية الناشئة على الوطنية و الدين الصحيح،لتكون هذه الزاوية تابعة لنشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدليل الزيارة التاريخية التي قام بها العلامة ابن باديس لهذه الزاوية في الثلاثينات من القرن الماضي . كما أن الزاوية المختارية ساهمت في تكوين ابطال ثوريين و مجاهدين بواسل و على رأسهم أسد الصحراء الشيخ عاشور زيان .أما كون هذه الزاوية قبلة للسياحة الدينية فهذا راجع الى النمط المعماري الذي بنيت عليه هذه الزاوية،حيث تؤكد الدراسات المعمارية أن بناء الزاوية تم بطريقة خاصة خصوصا على مستوى مسجدها و قبة الضريح فيها،وهي تطابق في زخرفتها الداخلية البريد المركزي بالعاصمة و مسجد خالد بن سنان العبسي بسيدي خالد، مما يدل على أن منجز هذه الزخرفة هو نفس الشخص
.كما أن احتضان هذه الزاوية لبعض التظاهرات الدينية كيوم المولد النبوي الشريف و يوم 27 من شهر رمضان من كل سنة يجعل هذه الزاوية تتحول إلى مزار لآلاف الزوار و السيّاح بما يمثل مصدرا لتشجيع و استقطاب السياحة الدينية التي تعد بديلا إضافيا للتنمية المحلية.
ع / محامدية