تمكن الشاب زاوي طواهرية، ابن منطقة بوسحابة ببلدية بريان، من استصلاح أكثر من 20 هكتارًا من الأراضي الزراعية لزراعة الفول السوداني، وذلك رغم الظروف المناخية القاسية التي تمر بها المنطقة، والتي غالبًا ما تؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
و اختار الشاب أن يسلك طريق الزراعة لتحقيق حلمه في تحسين مستوى معيشته والمساهمة في تنمية منطقته، لم يثنه عن هدفه شحّ المياه وارتفاع درجات الحرارة التي تسود المنطقة معظم فصول السنة. وبفضل إصراره وعزيمته، استطاع أن يطبق تقنيات حديثة في الاستصلاح والزراعة، مثل استخدام الري بالتنقيط وتوظيف أساليب الزراعة المقاومة للجفاف.
ويعد هذا المشروع الزراعي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، التي كانت تعاني من قلة النشاط الزراعي بسبب التحديات البيئية. وقد لاقى المشروع دعماً كبيراً من قبل السكان المحليين الذين رأوا فيه نموذجاً يحتذى به في الصمود أمام التحديات.
وفي حديثه لجريدة “الجنوب الكبير”، قال زاوي: “رغم الصعوبات، كان لدي إيمان راسخ بأن الزراعة هي الحل الأمثل لتوفير فرص العمل وتحقيق الاكتفاء الذاتي في منطقتنا. واجهت العديد من المشاكل في البداية، لكن الإرادة والعزيمة كانت حافزًا لي للاستمرار.”
وتعتبر هذه المبادرة خطوة هامة نحو استعادة النشاط الزراعي في مناطق الجنوب الكبير، الذي شهد في السنوات الأخيرة تراجعًا ملحوظًا في المساحات المزروعة بسبب الظروف المناخية القاسية.
الجدير بالذكر أن الفول السوداني يعد محصولًا استراتيجيًا في هذه المنطقة بسبب جدواه الاقتصادية وقدرته على التكيف مع المناخ الجاف، مما يجعل من مشروع زاوي نموذجًا ناجحًا للزراعة المستدامة في المناطق الصحراوية.
ويأمل الشاب زاوي أن تشهد هذه التجربة المزيد من الدعم من السلطات المحلية والجهات الفاعلة في القطاع الزراعي لتوسيع المساحات المزروعة وتعزيز الإنتاج الزراعي في منطقة بريان وكافة مناطق الجنوب الكبير.
محمد لغلام