في ظل التحديات التي تواجه القطاع الفلاحي في البلاد، برزت زراعة الكينوا كنبتة واعدة بفضل قدرتها على التكيف مع الظروف المناخية القاسية، واحتوائها على قيمة غذائية عالية تجعلها خياراً استراتيجياً لمواجهة التغيرات المناخية وتحقيق الأمن الغذائي. لكن، ما هو واقع زراعة الكينوا في الجزائر؟ وما هي الآفاق المستقبلية لهذه النبتة؟ وهل يدرك الفلاح الجزائري أهميتها وإمكاناتها؟ – للإجابة عن هذه التساؤلات، يستضيف منبر الجنوب الكبير المهندسة الفلاحية حليمة خالد والتي عرفت ب ” سيدة الكينوا ” ، خبيرة في زراعة الكينوا، مديرة محطة المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية بولاية المغير شاركت في عدة مؤتمرات دولية و اقليمية ووطنية على غرار المؤتمر عالي المستوى حول الدبلوماسية العلمية بالقاهرة، و المنتدى الإقليمي من تنظيم الإسكوا بتونس وغيرها، لتسليط الضوء على واقع زراعة هذه النبتة في بلادنا و الجنوب على وجه الخصوص ، أبرز التحديات التي تواجه الفلاحين، ومدى وعيهم بأهميتها، فضلاً عن الرؤية المستقبلية لتطوير هذا القطاع الحيوي.
ماهي الكينوا ولماذا تعتبر سوبر غذاء في الزراعات الحديثة “
الكينوا هي من أشباه الحبوب تؤكل كما يؤكل الأرز معروفة بمكوناتها الغذائية الغنية و الكبيرة وتنوعها في البروتينات بكميات كبيرة و الأحماض الأمينية، الحديد، والألياف الطبيعية وخالية من الغلوتين مما يؤهلها أن تكون غذاءا جيد لمرضى السيلياك، و تؤكل الحبوب كما تؤكل أيضا أوراقها كونها غنية بالبروتينات أيضا
ماهي التجارب الميدانية التي تم تنفيذها حتى الآن ؟
من 2014 ونحن نجرب في الكينوا على مستوى مستثمرات الفلاحين في منطقة وادي ريغ و توسعنا في زراعتها الى الولايات الأخرى على غرار البويرة- أدرار- جانت- بسكرة- سطيف -الجزائر العاصمة جربت في عدة مناطق و أعطت نتائج جيدة و على المستوى الدولي لدينا مشروع كينوا فورميد “Quinoa 4med” هذا المشروع الذي يجمع تونس و الجزائر و المغرب اسبانيا و فرنسا و الدولة الحاضنة و هي ألمانيا ونحن في تبادل للأفكار و النتائج فيما بيننا
ماهي المناطق الأكثر ملائمة لزراعتها من حيث المناخ و التربة ؟
الكينوا تتأقلم مع جميع أنواع التربة و المناخ كما أنها تتحمل الملوحة و بما أنني ابنة منطقة وادي ريغ فكانت النتائج مثمرة في منطقة وادي ريغ بشقيه توقرت و المغير
هل هناك تحديات تتعلق بالأفات أو الأمراض التي قد تؤثر على زراعتها ؟
الكينوا ليس لديها أمراض هي تتأقلم مع المناخ و التربة كما ذكرت ، يبقى هناك اشكال في عملية تنقية البذور بعد الحصاد الأمر الذي يتطلب جلب مكنة من أجل تسهيل العملية على الفلاحين
كيف تقيمين مردودية الكينوا مقارنة بالحبوب التقليدية ؟
هي ليست بديلة للقمح و الشعير ولكنها مكملة للتنويع الغذائي حتى يكون لدينا تنوع غذائي جيد وحتى تستطيع شريحة من المجتمع استهلاك الحبوب لأنها غنية و أيضا اقتصاديا مردودها مربح جدا في حال اذا وجد السوق الخاص بها سيكون عندها مردود رائع و قيمة مضافة في الاقتصاد الوطني
هل يمكن أن تكون الكينوا خيارا اقتصاديا مربحا للفلاحين المحليين ؟
طبعا..مؤخرا هناك بوادر لإنشاء شعبة خاصة بالكينوا في وزارة الفلاحة و التنمية الريفية وسيكون فيها كل الأطراف متعاونة من أجل تثبيتها كشعبة ومن أجل اعطاء فرصة أكبر للمواطن الجزائري أن يستهلك الكينوا و يستفاد من خيراتها
كيف ترين أفاقها المستقبلية ؟
مازلنا في اطار تأسيس الشعبة، عندها أافاق كبيرة في ظل التحديات المناخية، في ظل الحروب الواقعة في العالم و تأثيرها على استيراد الغذاء وفي ظل أن الكينوا تأتي في ظروف مناخية صعبة و حتى في أنواع تربة صعبة لذلك نأمل خيرا ان شاءالله
كيف تسهم الكينوا في تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز الصادرات ؟
بامكانها أن تكون مادة قابلة للتصدير لأن هناك دول أخرى تحتاج للكينوا و الجزائر بموقعها الجغرافي أهّلها لأن تكون منطقة ناجحة في الكينوا،و منطقة أيضا عبور لهذه المادة لدول أخرى
هل هناك أبحاث محلية أو شراكات دولية لتطوير زراعتها و تحسين انتاجها ؟
لدينا “كينوا فورميد” وهو مشروع دولي أنا أعمل كثيرا مع دولة تونس كذلك عديد الشركاء، وكما تلاحظين اليوم لدينا لقاء تحسيسي اعلامي حول الكينوا يتواجد معنا شركاء من مصر و تونس ،كذلك لنا شركاء من فرنسا و المانيا تركيا و اسبانيا الأردن عدة دول نشترك معهم
كيف تسهم الحملات التحسيسية في وعي الفلاح و المرأة الريفية حول هاته النبتة ؟ الحملات التحسيسية التوعوية لها دور كبير وهي الأساس في نشر ثقافة انتاج و استهلاك الكينوا
حديثينا عن مشاركاتك العلمية في الدول الأخرى؟
خبرتنا جائت من الصفر نتبادل الأفكار و النقاش و المعارف و التجارب مع أشخاص آخرين نشترك كثيرا مع تونس، كذلك في الأردن نظمت ورشة تدريبية اقليمية، و سيكون لنا فرصة قادمة في تركيا بعدها في فرنسا واسبانيا كما كنا في ملتقى دولي أقيم بولاية ورقلة بمشاركة مصر وتونس، في الحقيقة عدة زيارات وخرجات تؤهلنا ليكون لدينا خبرة و تجربة كبيرة في هذه الزراعة
هل لامست أن الفلاح المحلي صار أكثر وعيا بهذه الزراعة ؟
الحمدلله توسعت رقعة الكينوا و أصبح الكثير من الفلاحين يعرفونها و يأملون بها وان شاء الله نأمل في غد أفضل
كلمة أخيرة لقرّاء الجريدة
نشكر الجريدة على هاته الفرصة وزيارتهم لهاته الورشة أو اليوم الاعلامي التحسيسي حول ترقية المنتوج المحلي في المناطق الصحراوية أشكرهم على هاته المرافقة وأنهم أتاحوا لنا هاته الفرصة لقرائها أن يتعرفوا عن كثب عن شعبة الكينوا و أهميتها في صحتنا .
حاورتها/ نزهة التماسيني